بعد فوزها في أحد السباقات، بسمة شامي تردّ على أسئلة الإعلاميّين
ندى العريس
برنامج “الحياة” قبل جائحة كورونا، كان يسجّل أرباحًا لشركات التأمين تغطّي، في أحيانٍ كثيرة، خسائر فروع تأمينيّة أخرى. ولكنّ هذا البرنامج، بعد الجائحة، لم يعد كما كان عليه قبلها، إذ أنّ الشركات التي تكتتب في هذا الفرع، اتّخذت موقفًا حذرًا بعدما تبيّن نسبة الوفيات العالية للمصابين بهذا الفيروس الفتّاك، علمًا أن الاحصاءات الأخيرة لنتائج 2020، بيّنت أنّ أقساط التأمين على الحياة تراجعت، أوّلاً بسبب انخفاض القوة الشرائيّة نتيجة الأزمة الاقتصاديّة، وثانيًا جرّاء ضعف الطلب، وثالثًا لتمهّل الشركات في بَيْع بوالص الحياة بسبب تزايد ضحايا هذا الفيروس الفتّاك. فهل لا يزال هذا الواقع مستمرًّا في العام الحالي 2021؟ هل انتشار اللقاح أعاد الثقة إلى شركات التأمين المباشر، وكذلك لشركات الإعادة لاستئناف التغطيات، وعلى نحو ما كانت عليه قبل انتشار هذه الجائحة؟ كيف تتعامل شركات التأمين في لبنان مع الراغبين في شراء بوالص الحياة في ظلّ الواقع الحالي، وهل تستشعر مخاطر معيّنة، وماذا لو كان طالب التغطية قد تلقّى لقاحًا وأصبح وضعه الصحّي آمنًا؟ ماذا عن انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب وسقوط حوالى 200 ضحية وآلاف الجرحى الذين ربما توفّي عدد منهم… هل أثّر على برنامج الحياة، وهل صحيح أنّ شركات الإعادة، كما يقول البعض، بدأت تستثني لبنان من التعامل معه بسبب الاجراءات المصرفيّة المعروفة؟
هذه الأسئلة وغيرها توجّهنا بها إلى السيدة بسمة شامي (من أسرة Barents Re) للوقوف على رأيها في ما خصّ الأسئلة آنفًا. والمعروف عن السيدة الشامي أنّها خبيرة في العلوم الاكتواريّة، وفي الوقت نفسه رئيسة قسم برنامج “الحياة” لإعادة التأمين في الشركة المذكورة – فرع لبنان، فضلاً عن أنّها تمارس هواية سباق سيارات (الرالي)، وكانت مجلّية في هذا المضمار وسجّلتِ تفوّقًا فيها. لهذا كانت هذه المقابلة مناسبة للتعرّف إلى كيفيّة تعاطي فرع “الحياة” مع هذه الهواية وما هي الشروط التي تتضمّنها البوليصة.
في ما يلي نصّ الحوار:
س: هل لا يزال برنامج الحياة يسجّل تراجعًا مستمرًّا في العام الحالي 2021؟ وانتشار اللقاح… ألم يعد الثقة إلى شركات التأمين المباشر، وكذلك إلى شركات الإعادة لاستئناف التغطيات، وعلى نحو ما كانت عليه قبل انتشار هذه الجائحة؟
ج: للاسف، لا يزال هذا البرنامج قائمًا ولكن بوتيرة أخفّ عمّا كان عليه الوضع في العام الماضي، بعدما ظهرت في الفصل الرابع من 2020 والفصل الأوّل من العام الحالي، نتائج أوضح عن نسب الوفيات وعن التوقعات والزيادات التي يجب احتسابها بعد هذه الجائحة.
بالنسبة لشركة Barents Re لبنان، فإنّ نِسَب الذين يطلبون اللقاحات والذين تمّ تلقيحهم، تُعدّ ضئيلة نسبيًا، ولذلك نحن مستمرون في سياساتنا الاكتتابية الحذرة في الوقت الحالي، مع تركيزنا على بعض التغطيات الخاصة بفيروس كورونا التي لا تزال تشهد إقبالاً أكبر من 2020 لقناعة الناس بأن الفيروس موجود ومستمر حتى بعد أخذ اللقاح.
س: كيف تتعامل شركتكم مع الراغبين في شراء بوالص الحياة في ظلّ الواقع الحالي، وهل تستشعرون مخاطر معيّنة، وماذا لو كان طالب التغطية قد تلقّى لقاحًا وأصبح وضعه الصحّي آمنًا؟
ج: في الوضع الحالي نحن نميّز بين فئتين من المضمونين: من كان مؤمّنًا في السابق، ومَن يطلب التأمين للمرّة الأولى. اذ اننا لا نستثني أيّ وضع لمن كان مضمونًا في السابق. نطلب فقط فترة انتظار لا تقلّ عن 14 يومًا لمن يطالبون التأمين للمرّة الأولى. لا نميّز بين ملقح وبين غير ملقّح للآن خاصة لعدم وجود أدلّة واحصاءات كافية عن الأعراض الجانبية للقاحات.
س: انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب وسقوط حوالى 200 ضحية وآلاف الجرحى الذين ربما توفّي عدد منهم… هل أثّر على عملكِ في برنامج الحياة في شركة Barents Re؟ وهل صحيح أنّ شركات الإعادة، كما يقول البعض، بدأت تستثني لبنان من التعامل معه بسبب الاجراءات المصرفيّة المعروفة؟
ج: لم يؤثر الانفجار على وتيرة عملنا في Barents Re، وذلك لإيمان الشركة بأن العمل يجب الاّ يكون محصورا بوجود الموظف بالمكتب، وبذلك فإنّ تجهيز الشركة بالتقنيّات الحديثة الكاملة (IT infrastructure) تخوّل الموظف العمل في أيّ مكان في العالم.
اما عن تعامل شركات الإعادة مع الشركات اللبنانية، فقد أصبح، طبعًا، في غاية الصعوبة بسبب الاجراءات المصرفية وتدهور العملة، الا ان الشركات بدأت تبحث عن حلول للتأقلم مع هذا الواقع، منها عبر اصدار منتجات جديدة تكون اقساطها بالعملات الاجنبية فقط، مما يسهل الدفع لشركات اعادة التامين.
س: بما أنّكِ تمارسين هواية سباق سيارات (الرالي)، وكنتِ مجلّية في هذا المضمار وسجّلتِ تفوّقًا فيها… كيف تتعامل شركات التأمين – فرع الحياة مع تلك السباقات؟ هل تغطّي المتسابق بوثيقة تأمين على الحياة أم أنّ هناك شروطًا معيّنة يجب أن تتوافر في المتسابق؟ وماذا عنكِ وهل تحملين بوليصة حياة على رغم المخاطر التي تنتج عن مثل هذه السباقات؟
ج: السباقات والرياضات الخطرة مستثناة من التغطيات و يجب شراء بوالص خاصة للحياة و للاضرار المادية.
انا شخصيًا لا أحمل بوليصة للسباقات، انما النادي الذي أنتمي إليه وأخوض السباقات معه وبإسمه، يشتري بوالصthird party liability في أوقات السباقات.
س: ماذا عنكِ، ما هي سيرتك الذاتيّة من الناحيتَيْن المهنيّة وكمتسابقة في رياضة راليات السيارات التي تتميّز بالمخاطر؟
ج: انا من محبّي السرعة، وكنت أمارس “الكارتينغ” دائما وذلك ايمانا مني بأن لهذه الرياضات أماكن مخصصة مثل الحلبات التي تكون مجهزة بوسائل السلامة اللازمة.
في العام 2019 قرّرت ان أشارك في سباقات السرعة المنظمة من FRTC بسيارتي الخاصة كهاوية وعلى سبيل التجربة فقط، ولذلك أشكر النادي على قبولي و تشجيعي، فتبوّأت مراكز متقدمة عن فئة السيدات. وكنت قد قرّرت ان أكمل المسيرة بسيارة مجهّزة خصيصا لهذه الرياضة، الا ان تدهور العملة اللبنانية وصعوبة الاستحصال على قطع الغيار، بالاضافة للقوانين المصرفية الحالية حالت كلّها دون ذلك، مع الاسف. للآن، أمارس “الكارتينغ” عندما أستطيع، على أمل ان تعود الأمور لطبيعتها قريبًا.