مشروع الواجهة البحرية لشاطئ المغيسل
استقطاب السياح ماضٍ بوتيرة سريعة في منطقة دول الخليج: في السعودية، في الإمارات (دبي، أبو ظبي، عجمان، الفجيرة، العين والشارقة)، في قطر، في البحرين، ومؤخراً في سلطنة عُمان التي انطلق منها مشروع “هوانا صلالة” في محافظة ظفّار التي تشهد في مثل هذه الأيام بين تموز (يوليو) وأيلول (سبتمبر)، حركة سياحية تتنامى سنة بعد أخرى، اذ في هذا الوقت (الخريفي بحسب أهل هذه المنطقة) يتوافد الزوار من جميع أنحاء العالم لإكتشاف جمال طبيعة سلطنة عمان، بشكل عام ومحافظة طفّار على وجه الخصوص، اذ في مثل هذا الوقت، تهبّ الرياح والأمطار الموسمية من الشرق لتكتسي الأرض برداء أخضر. ومن المعلوم أن رؤية عُمان 2040 يعتمد على القطاع السياحي كأفضل مردود للدولة، اذ يلعب دوراً في تطوير البنى الأساسية وفي توفير الفرص الوظيفية وتعزيز قطاع الخدمات. ولم يأتِ هذا الإعتماد على السياحة من عدم، بل من واقع ملموسة، اذ أن لمحافظة ظفار شواطئ رملية بيضاء ممتدة تزيّنها نخيل جوز الهند، وتشكيلة فنادق (أربع وخمس نجوم) ومشاريع سياحية متكاملة.
ويأتي مشروع “هوانا صلالة” ليدعم هذا التوجّه، اذ هو من أكبر المشاريع السياحية المتكاملة في محافظة ظفّار في سلطنة عمان، وهو الذي سيفتح آفاقاً أوسع لتعزيز هذا المرفق المهم. وكان هذا المشروع قد تمّ تطويره من قبل Muriya، أبرز الشركات في تطوير المشاريع السياحية المتكاملة، بالتعاون مع أوراسكوم القابضة للتنمية، و الشركة العُمانية للتنمية السياحية (عمران). ويضم المشروع 1200 غرفة فندقية مطلّة على شاطئ البحر، وعلى أول حديقة ألعاب مائيّة، ومرسى داخلي للقوارب تحيط به تشكيلة من مرافق التسوّق والمطاعم والمقاهي العالمية، وعقارات سكنية بنظام التملّك الحرّ وفنادق لاستقبال الزوار من جميع الجنسيات في موسم الخريف. كما تواصل Muriya بالتعاون مع أبرز الشركات السياحية المحلية والدولية لاستقطاب رحلات مباشرة من المدن الأوروبية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك، إلى مطار صلالة لقضاء الإجازات. ومع عودة انتعاش قطاع السياحة، قصد مشروع “هوانا صلالة” خلال النصف الأول من العام 2022 ، ما يقارب من 31 ألف زائر وضيف.
تعليقاً على هذا المشروع السياحي الضخم، قال كريم بشرى، مدير إدارة التشغيل لـ “هوانا صلالة”: ” يجسد هذا المشروع تجارب أصيلة ومستدامة تعكس الثقافة النابضة بالحياة والطبيعة السخية وكرم ضيافة للشعب العُماني الأصيل. ولذا يواصل المشروع استقطاب الزوار والضيوف والسياح من جميع أنحاء العالم، وكونه أكبر المشروعات السياحية المتكاملة وأكثرها تنوّعاً في عُمان، يساهم بدورٍ فاعلٍ في تحقيق الرؤية الاقتصادية للسلطنة”. أضاف: “سنواصل الحفاظ على شخصية الوجهة المتفردة للاحتفاء بالتراث المحلي الغنيّ، مع تزويد القاطنين والملاك بكل ما يتمنوه لعيش حياة مفعمة بالاسترخاء وقضاء أجمل الأوقات مع العائلة والأصدقاء”.
جدير بالذكر هنا أن شاطئ المغسيل بصلالة هو أبرز المواقع السياحية على خارطة السياحة في محافظة ظفار. ويعود ذلك الى كتل صخرية فيه ومياه شبيهة بألماس وفتحات تتدفق منها مياه البحر مشكلة نافورات مائية طبيعية تجذب الزائر بالقرب من كهف “المرنيف”.
خالد بن عبدالله العبري مدير عام المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار أوضح في هذا الصدد: أن “وزارة التراث والسياحة قامت أخيرا بالتعاون مع مجموعة عمران وبلدية ظفار بإعداد مشروع تطوير واجهة شاطئ المغسيل كأولوية لاستثماره عن طريق ايجاد تجارب سياحية جديدة في هذا الموقع وجذب السيّاح إليه للاستمتاع بمناظره الخلابة وتوفير الخدمات فيه”. أضاف: “إن هذا المشروع يأتي ضمن العديد من المشروعات السياحية القادمة التي تهدف إلى جعل محافظة ظفار وجهة سياحية مستدامة طوال العام من خلال توظيف المواقع السياحية التي تزخر بها”. وكان تمّ تنفيذ مكونات المشروع الذي يحتوي على متنفس عائلي ومواقف للسيارات وساحة للفعاليات والأنشطة وأكشاك لبيع المشروبات والأغذية وعدد من المطاعم وممشى ممتد على الشاطئ بالإضافة إلى مظلّات للجلوس ومواقع للنزهة ومسطحات خضراء، وعلى الرياضات البحرية ومتنزه خاص بالمغامرات وألعاب الأطفال. ويجتمع في موقع المغسيل عددٌ من الجماليات التي نادرا ما تجدها في أي شاطئ آخر حيث إن جزءا منه شاطئ رملي والجزء الآخر صخري وقد تم اختياره ضمن أفضل 30 شاطئا على مستوى العالم، حسب مجلة Condé Nast Traveler العالمية.