الحديث عن تجديد اتّفاقيّات إعادة التأمين للعام 2022 يتصدّر حاليًا الواجهة في قطاع التأمين العربي. وتندرج ضمن هذا الإطار الندوة الافتراضيّة التي يعتزم الاتّحاد العام العربي GAIF إقامتها عن بُعد يوم الخميس في 28 تشرين الأوّل (اكتوبر) الجاري، موضوعها: “مستجدّات الأسواق العربيّة عشيّة تجديدات 2022: ماذا سيكون تأثير التغيير المناخي على الأسعار، وهل سنرى تشدّدًا في الأسواق العالميّة؟”
لا شكّ أنّ هذه الندوة تحظى باهتمام شركات التأمين العربيّة خصوصًا وأنّ المشكلة المطروحة، وهي التغيير المناخي، باتت مشكلة تُضاف إلى مشاكل أخرى يعانيها القطاع لأنّ هذا التّغيير، كما هو معروف، يستجلب العواصف والفياضانات، كما يؤجّج الحرائق إذا اندلعت بسبب الحرّ، وقد تساهم الحرارة المرتفعة، أحيانًا، في إحداث زلازل وغيرها من الكوارث الطبيعيّة التي تدفع الكثيرين من أصحاب البيوت والشركات والمؤسّسات إلى التأمين عن هذه الكوارث درءًا لمخاطرها، بإضافة بنود معيّنة على البوالص بغرض الحماية.
كذلك تكمن أهميّة هذه الندوة بالمشاركين فيها، أي بالشّخصيّات المدعوّة وهم نخبة من التنفيذيّين المخضرمين السادة: يوسف الفاسي الفهري، الرئيس التنفيذي للشركة المركزية لإعادة التامين (المغرب)، داوود الدويسان، الرئيس التنفيذي لشركة إعادة التأمين الكويتية “كويت ري” (الكويت)، هادي حشيشة، الرئيس التنفيذي المسؤول عن الإكتتاب، إفريقيا والشرق الأوسط، تأمينات الممتلكات والمسؤوليات، في شركة SCOR (فرنسا)، محمد مهران، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب شركة أليانز للتامين (مصر) وفاسيليس كاسيلس، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب ووسط آسيا (AM BEST)، علمًا أنّ الأمين العام للاتّحاد شكيب أبو زيد سيديرها.
إشارة إلى أنّ هذه الندوة ستُعقد عند الساعة الواحدة ظهرًا بتوقيت القاهرة، الثانية عشرة بتوقيت دار البيضاء، الثانية بعد الظهر بتوقيت كلّ من الرياض وبيروت والثالثة بعد الظهر بتوقيت الإمارات.
يُذكر أنّها السابعة في تسلسلها وقد اعتمدها الاتّحاد، كما غيرها من الندوات، تعويضًا عن المؤتمرات التأمينيّة التي كانت تُعقد بين فترة وأخرى والتي حالت جائحة كورونا دون انعقادها، وأبرزها مؤتمر الـ GAIF الذي يُعقد مرّة كلّ سنتَيْن والذي كان مقرّرًا انعقاده في الجزائر، ولكن للأسباب نفسها أُجِّل الموعد ثلاث مرّات.
أمّا الندوات الستّ السابقة فهي: الأولى عن أسواق التأمين في شمال أفريقيا. الثانية عن تداعيات انفجار مرفأ بيروت. الثالثة عن إعادة التأمين قبل تجديدات 2021. الرابعة عن دور الوسطاء في تطوير أسواق التأمين. الخامسة عن المشاكل الجيوسياسيّة، ضرورة الاعتماد على التكنولوجيا، إنشاء شركة إعادة عربيّة وإغناء الدول بمعاهد للتأمين. وأخيرًا السادسة عن الكوارث الطبيعية والكوارث التي يصنعها الإنسان: كيف يمكننا تجاوز التحديات الحالية، والاستفادة من الفرص المستقبلية.
لكنّ نشاط الاتّحاد لم يقتصر فقط على الندوات عن بُعد المشار إليها بل أنّه رعى وشارك في مؤتمرات محليّة آخرها مؤتمر شرم الشيخ. وسيكون للـ GAIF محطّة في أيار من العام المقبل في مؤتمر العقبة الثامن للتأمين وإعادة التأمين والتي يحشد له اتّحاد شركات التأمين الأردنيّة إمكانيّات كبيرة لإنجاحه، لا سيما أنّه يجمع بين التأمين والاقتصاد والسياحة، على غرار مؤتمر شرم الشيخ، أي ما يصبّ في منفعة كلّ من مصر والأردن في هذه الظروف الصعبة. وما نأمله أن تعود الأمور إلى سابق عهدها في بداية 2022 لتعود عجلة المؤتمرات، الكبيرة منها والصغيرة، إلى الدوران كما في السابق.