المراقبة الصحية عن بُعد
في مؤتمر طبي عقدته جمعية الشرق الأوسط للتغذية الوريدية والمعوية في أبو ظبي، قبل أيام، وبحضور ومشاركة بنك الصحة الدولي، تمّ التركيز على الأمراض المزمنة التي باتت تُشكل، وأكثر من أي وقت مضى، عبئاً اجتماعياً واقتصادياً كبيراً، على الصعيد العالمي، اذ تشير الأبحاث إلى أن واحداً من كلّ ثلاثة أشخاص بالغين في جميع أنحاء العالم، يعاني أكثر من شكل واحد من الأمراض المزمنة، ما يتسبّب في تكاليف ماليّة باهظة تُطاول الفرد، كما أنظمة الرعاية الصحية بشكل عام.
لذا، ومن خلال برامج الرعاية المتصلة، قام بنك الصحة الدولي بتحديث المراقبة الصحية عن بُعد، على قاعدة جعل المرضى جزءاً نشِطاً من رحلة الرعاية الصحية الخاصة بهم، وبذلك يمكن لمن يعاني حالات مزمنة، أن يكون خاضعًا لمراقبة مشدّدة، وأن يكون هناك من يسهر على صحّته بفضل مراقبة متخصّصين في الرعاية الصحية مرخص لهم.
ضمن هذا الإطار، أُعدّت دراسة عن 32 مريضاً يعانون حالات مزمنة خضعوا للمراقبة لمدة ثلاثة أشهر، لاختبار الفرضية القائلة بأن نهج البرنامج الذي يركّز على المريض في المراقبة الصحية عن بُعد، من شأنه أن يوفّر نتائج أفضل له ويزيد التزامه العلاج. ومن المعروف أنه في المراقبة الصحيّة التقليديّة، غالباً ما يبلّغ هؤلاء المرضى عن امتثال منخفض للعلاج، بسبب تباعد المواعيد على مدى أسابيع إلى شهور.
لقد أسفرت شاشة بنك الصحة العالمي عن بُعد، إلى جانب تطوير نظام فريد لتقييم مشاركة المريض، عن ارتباط قويّ بين درجات مشاركة المريض العالية ومستويات السكر في الدم المحسّنة على مدى فترة 3 أشهر، ما يدلّ على أن إدارة رعاية مرض السكري تركّز على أهمية راحة المريض في منزله بطريقة فعّالة من حيث التكلفة، وتثبت أنها بديل جيد من الإعداد الطبي التقليدي لممارسات الرعاية الصحية التي تحدث حصرياً في المستشفيات أو العيادات.