الاكتواري ابراهيم مهنا والنقيب ايلي عبود
تطبيق المعيار الدولي للتقارير المالية IFRS 17 في قطاع التأمين، يدخل حيّز التنفيذ بداية 2023، أي بعد أربعة أشهر. وهذا التطبيق الزامي، كما بات معلومًا، للشركة المدرجة في السوق المالي، وكذلك لجميع الشركات العاملة في الدول التي تستخدم المعيار الدولي الحالي IFRS 4، معيارًا محاسبيًا أساسيًا.
ولكن لماذا أُقرّ هذا التطبيق الجديد، وما هي الأسباب؟
ممثّل شركة أ.أ مهنا وشركاه ومديرها العام السيد إبراهيم مهنا الذي قام بحملة للتعريف بهذا المعيار الجديد على المستويَيْن العربي والإفريقي، وكذلك بتدريب كوادر في شركات تأمين بالتعاون والتنسيق مع شركة UHy Andy Bryan التي يُمثلها النقيب السابق لجمعية مدققي الحسابات في لبنان السيد ايلي عبود، روى لنا أسباب اعتماد هذا المعيار بالقول: “إن الإزمة الإقتصادية العالمية عام 2008 هي التي تسبّبتْ في إعادة النظر في المعايير المحاسبية حين ألزمت المؤسسات المالية تطبيق المعيار (IFRS 9) باستثناء شركات القطاع التأميني. وفي العام 2010، بوشر بإعداد معيار يتلاءم مع قطاع التأمين صدر في العام 2017 تحت اسم المعيار IFRS 17. يومها، أُعطيت شركات التأمين خمس سنوات كمهلة لتطبيقه، ابتداء من العام 2022، لكن بسبب جائحة كورونا، مُدِّدت هذه المهلة إلى بداية العام 2023”. تابع: “إن السبب الأساسي لإعطاء خمس سنوات لهذا التطبيق هو لمنح شركات التأمين الوقت لترقّب نتائجه وانعكاساته المالية، ولكي تضبط، سنة بعد سنة، الفروق بين المعيار 4 والمعيار 17، وكذلك ليكون “تسكير” الحسابات سنة 2022 دون حصول هذه الفروق. لكن مع الأسف، فشركات بعض الدول، ومنها شركات أردنيّة ولبنانيّة، تأخّرت كثيرًا في تطبيق المعيار لمعرفة انعكاساته المالية، لذلك، فإنّ هذه الشركات ستكون مضطرّة لتسكير السنة بنتائج مختلفة عن نتائج المعيار4. لكن هذا الإختلاف لا يشكّل مشكلة كبيرة للشركات الخاصة التي يعرف أصحابها أن هذا التأثير المحاسبي ليس تأثيرًا فعليًا على الشركة، وهو سيزول مع الوقت. لكن المشكلة الكبيرة تكمن عند الشركات المدرجة في الأسواق المالية لأنّ ذلك سيغيّر النتائج في ما يتعلّق بالمحافِظ، وبالتالي يجب إعطاء مبرّرات للمساهمين فيها عن تأثير هذه الانعكاسات”.
وبالنظر الى أهمية هذا الحدث وتأثيراته على صعيد قطاع التأمين، إرتأينا في مجلة “تأمين ومصارف” تخصيص ملف العدد المقبل لتناول هذا الحدث بطرح أربعة أسئلة على شركات تأمين لبنانية وأردنية ومن دول عربيّة أخرى لمعرفة توجّهات هذه الشركات بشكل عام: هل استعدّت للمعيار الجديد؟ هل تنوي تطبيقه او أنها ستتخلّف؟ وما هي تأثيرات عدم التطبيق؟
الجدير بالذكر هنا أن الثنائي مهنا-عبود، وطوال الفترة الماضية، قاما، ومعهما فريق من الخبراء، بزيارات عربية وأفريقية لشرح هذا المعيار والمساعدة في تدريب الكوادر التأمينية عليه، ومن أبرز هذه الزيارات، انتقالهما لهذه الغاية، الى الأردن، مصر، الكويت، تانزانيا ودول عربية وافريقية أخرى من دون أن ننسى لبنان بطبيعة الحال…
وللوقوف على آراء أصحاب أو مدراء شركات تأمين عربية بخصوص هذا الحدث، ننشر ابتداء من اليوم وتباعاً، في الأيام المقبلة، على موقع المجلة www.taminwamasaref.com أجوبة أصحاب أو مدراء شركات رحّبوا بالفكرة وتجاوبوا معنا. ونبدأ اليوم بأجوبة liaassurex الموقّعة من مديرها العام السيد لبيب نصر. فإلى الحوار…
س: كيف ستتعاملون مع هذا المعيار الجديد IFRS 17، هل تحضّرتم له، هل ستطالبون بمهلة إضافيّة لتطبيقه أم ماذا؟
ج: يخضع القسم المالي في liaassurex، حالياً، لتدريبات على المعيار الدولي لإعداد التقارير المالية الرقم 17، وهو ما سيساعد في التعرّف أكثر على هذا المعيار الجديد، والتمكّن من استخدامه. واستعداداً للمرحلة الجديدة، بدأنا بتحضير التصميم المحاسبي لا سيما SHIFT JOURNAL.
س: ما هي الأسباب التي تمنع هذا التطبيق أو تدفع إلى اعتماده، وما هي الإيجابيات والسلبيات في حال التطبيق أو عدم السيْر بهذا المعيار الجديد؟
ج: يُعدّ تطبيق معيار IFRS 17 إيجابياً على أكثر من صعيد: فهو أوّلاً، يتيح لنا الوصول إلى نتائج وأرقام دقيقة لاكتساب فهم أفضل لوضعنا المالي خصوصاً لجهة العملة. ثانياً، ان هذا التطبيق يعزّز امتثالنا للمعايير المالية الدولية ويمنح الثقة بنا من قِبل شركائنا، ما يزيد من مصداقيّة liaassurex في سوق التأمين اللبناني، وبذلك نلتحق بالركب العالمي. ثالثاً، يسمح المعيار بإعداد التقارير المالية التي توفّر نموذجاً محاسبياً أكثر فائدة واتساقاً لعقود التأمين بين الشركات اللبنانية والخارج. لكنّ، تطبيق هذا المعيار الجديد أمر صعب لأنه يتطّلب جهوداً من عدّة أقسام داخل الشركة، لذلك، نحن نعمل حاليّاً مع موردينا لمحاولة تضمين المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية في نظامنا الجديد. وتعكس هذه الجهود بوضوح تحسينَنا المستمر، والذي نعتقد أنه سيقودنا إلى التميّز عن منافسينا.
س: هل تعاونتم مع شركة محاسبية لتدريب الموظفين وكيف كانت النتائج؟
ج: لا. فنظرًا للدعم الذي يتلقاه موظفو القسم المالي في liaassurex من مساهمنا الرئيسي Sanlam من خلال تدريب مكثف عبر الإنترنت بشكل أساسي، لم نتعاون مع أي شركة محاسبة لتدريب موظفينا على المعيار الدولي لإعداد التقارير المالية 17.
س: يتردّد أنّ عدم تطبيق هذا المعيار قد يتسبّب في تسريع عمليات الدمج بين شركات التأمين، وعلى وجه الخصوص الصغيرة منها، فهل أنتم من هذا الرأي أم لا، ولماذا؟
ج: لا شكّ في ذلك، بل نشجّع عمليّات الدمج بين شركات التأمين، و liaassurex مثال يُحتذى لهذا الموضوع ونجاحه.
س: كيف كانت الأعمال خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام وهل أنتم مرتاحون للنتائج؟
ج: بعد مرور سنة على عمليّة الدمج بين شركتي Lia وAssurex، فإن أرقام الشركة الجديدة جيّدة ومرضية، ونهدف لإنجاز المزيد، مع العلم أنّنا ننقل المحفظة التأمينية لدينا إلى “الفريش” دولار.