السيارات متّجهة نحو مركز التسجيل والتأمين
فيما كان وزير الخارجيّة في الحكومة المستقيلة شربل وهبة يَهْدُم آخر مداميك الأخوّة والصداقة مع دول الخليج، ولا سيّما منها السعوديّة والإمارات خلال المقابلة التي أجرتها معه قناة “الحرّة” في بيروت، كانت المملكة الأردنيّة تشرّع أبوابها لاستقبال “الأشقّاء السعوديّين والأخوة المغتربين” بعد رفع السعوديّة القيود عن سفر مواطنيها إثر تحسّن الوضع الوبائي. ومن مظاهر الحفاوة والترحيب بالقادمين، وَضَعَ الاتحاد الأردني لشركات التأمين إمكانيّاته الكاملة لتسهيل مرور مواكب المصطافين والسيّاح والرّاغبين في تمضية عيد الفطر السعيد في أراضيها، إذ أنّ النظام في الأردن يُلزم جميع المركبات الداخلة إلى البلاد أن تكون مزوّدة بوثائق تأمينيّة، وهذا إن دلّ على شيء فعلى أنّ المؤسّسات والقطاعات والاتّحادات وسواها هبّت الهبّة الواحدة، متعاونة متضامنة، لتكون في جاهزيّة تامّة لخدمة القادمين.
وتنفيذًا للخطّة المتعلّقة بعمله، فقد جهّز الاتّحاد الأردني لشركات التأمين ساحته الخارجيّة والإضافيّة في مبناه الرّئيس، بوضع عشرة كارافانات مُجهّزة بالأثاث وبخطوط الاتَصال وأجهزة التكييف اللازمة لتسهيل خدمات إصدار وثائق تأمينيّة الكترونيًا، فضلاً عن نصب الاتّحاد مظلاّت داخل الساحة الرئيسة لضمان راحة المراجعين لأنّ القيّمين على الأتّحاد اعتبروا أنّهم أمام تحدٍّ كبير لتوفير كلّ ما يلزم لإنجاز الوثائق المطلوبة قبل عيد الفطر السعيد فيما كانت معظم المحلاّت التجاريّة مُغلقة.
وبإزاء هذا العمل الجبّار من حيث سرعة تنفيذه وتقديم التسهيلات المطلوبة لزوّار الأردن، فقد توجّه رئيس الإتحاد وأعضاء الإدارة التنفيذيّة بالشكر والتقدير لزملائهم الموظّفين في مركز حدود جابر وفي دائرتَي تكنولوجيا المعلومات والعلاقات العامة في الاتّحاد وجميع المعنيّين، على هذه الجهود التي بُذلت خلال فترة الأعياد بروح الفريق الواحد، إذ تجنّدوا جميعًا لاستقبال مئات المراجعين من دون أيّة ازدحامات أو اكتظاظ بشري مسهّلين حركة الدخول بالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنيّة التي كانت تعمل بتناغم وتنسيق لاستقبال السيّاح الخليجيّين والمغتربين الأردنيّين أملاً في أن يساهم القادمون في تعافي القطاعات الاقتصاديّة التي عانت خلال جائحة كورونا. كذلك وجّهت إدارة الاتّحاد جزيل الشكر وعظيم الامتنان لجميع المؤسّسات الحكوميّة المعنيّة، وفي مقدّمها وزارات الداخلية والسياحة والاقتصاد الرقمي، فضلاً عن الأجهزة الأمنيّة المنتشرة في مركز حدود العمري جرّاء ما أبدوه من روح تعاون مع إدارة الاتّحاد وموظّفيه وتسهيل مهمّتهم في تجهيز الكارافانات المخصّصة بإصدار بوالص التأمين بالسرعة القصوى. ومن المعروف أن المملكة الأردنيّة الهاشميّة كانت ولا تزال تُعتبر من أفضل الوجهات السياحيّة لسكّان دول الخليج العربي بشكل عام والمملكة العربيّة السعوديّة بشكلٍ خاص.
عودة إلى المقدّمة لنذكّر من يجب أن يتذكّر من المعنيّين في لبنان بالشأنَيْن السياحي والاقتصادي، فضلاً عن الشأن الأمني، بهذا الجهد الذي أقدمت عليه السلطات الأردنيّة وقطاعاتها لتشجيع السياحة واستقطاب أهل الخليج، وتاليًا لتعزيز نموّها الاقتصادي.
عندنا في لبنان، وزير الخارجيّة يفْلت الشرّ من عُقاله ويفقد أعصابه ويرمي بسهامه المسمومة ذات اليمن وذات الشمال تجاه أشقّاء لمواطني بلده كانوا ولا يزالون يمنّنون النّفس لزيارة لبنان في عيد الفطر وفي مناسبات أخرى، لا سيما منها مناسبة حلول فصل الصّيف، عدا المساعدات الخيّرة التي لم تتوقّف يومًا في الأزمات وفي غير الأزمات.
الفارق بين الأردن ولبنان أن في المملكة حكمًا قويًّا فعّالاً وراشدًا، أمّا عندنا، فهناك “حكمٌ قويٌّ” نتغنّى به كلاميًّا… حكمٌ يفتقر إلى معايير… الرّشد!