كمال خيرالله.. التأمين للحياة لا على الحياة
مع أنّه مُجاز بالرياضيّات من الجامعة الأميركيّة التي تخرّج منها في العام 1988، إلاّ أنّ كمال خيرالله الذي أحبّ الكتاب منذ صغره، لا سيّما كتابة القصص المعبّرة وبأسلوب السهل الممتنع، أصدر بعد حوالى الربع قرن كتابه الأوّل عن الفرع الأهمّ في قطاع التأمين “فرع التأمين للحياة” وليس على الحياة، بعدما خاض هذه التجربة سنوات تبوّأ خلالها مراكز متقدّمة في شركات عالميّة وإقليميّة.
ولكنّ كيف لمتخصّص في الرياضيّات ومن الجامعة الأميركيّة ومن مارس تعليم هذه المادّة، أن ينتقل فجأة، بين ليلة وضحاها إلى العمل في قطاع هو، في المبدأ، غريب عنه؟
من يقرأ الكتاب، وتحديدًا قصّة “لو سمع بيّي من رضا”، يفهم سبب هذا التحوّل في حياة كمال خيرالله، تحوّل لا يبدو أنّه نادم عليه بل على العكس يعتبره الأجمل في حياته.
إلى الحوار في الأسطر التالية…
س: باكورة أعمالك ” إنها الحياة …ولكن”، كتاب يتضمّن ١٨ قصة واقعيّة لها علاقة بفرع “التأمين على الحياة”. هل لنا أن نتعرّف على سيرتك الذاتيّة باختصار، والواقع الذي حدا بك إلى وضع هذا الكتاب؟
ج: دخلت عالم التأمين في العام ١٩٩٨، وتدرّجت من وكيل تأمين إلى مدير مبيعات في عدد من شركات التأمين العالميّة والإقليميّة في لبنان والخليج. واليوم أتولّى التدريب في مجال الــ “Life coaching”ـ
س: تخصصت في الرياضيات في الجامعة الأميركيّة في بيروت، وبعد تخرّجك في العام ١٩٨٨، مارست مهنة التعليم التي وضعت فيها مؤلفات. ما الذي دفعك إلى مزاولة “التأمين على الحياة” كمهنة؟
ج: “التأمين على الحياة” كان هاجسي منذ الطفولة والسّبب أن قريب والدتي رضا أبو نصّار، وهو مرجعٌ في لبنان ودول الخليج في أمور التأمين، حاول جاهداً إقناع والدي عام ١٩٧٣ بوجوب اقتناء بوليصة تأمين على الحياة، شارحًا له فوائدها. لكن أبي لم يحبّذ الفكرة وأبى النصيحة برمّتها. ويشاء القدر أن يتوفاه الله والدي تاركاً لأمي ١٠ ليرات لبنانية فقط. من هنا بدأت المأساة التي أرويها في القصة الأولى في الكتاب تحت عنوان ” لو سمع بيي من رضا”. وعندما عرّفني صديقي إلى شركة أميركيّة مخصّصة في بوالص الحياة، بادرتُ وتدرّبتُ ونجحتُ وبدأتُ مسيرتي المهنيّة.
س: بعد هذه الخبرة الطويلة، هل تقبّل المواطن العربي فكرة شراء بوليصة تأمين على الحياة؟
ج: – أولاً، أنا أسميها تأمين للحياة، لحياة من تحب.
– ثانياً، إن وعي المواطن العربي تطوّر بشكل لافت في السنوات العشرين الأخيرة.
– ثالثاً، مَن منا ليس بحاجة لأن يترك والده مبلغاً محترماً من المال لعائلته إذا حصلت الوفاة، لا سمح الله؟
– رابعاً، من الثابت اننا سنغادر هذا العالم في يوم من الأيام. فهل من يعوّض الخسارة المعنويّة؟ والجواب لا، فهل من يعوّض الخسارة الماديّة؟ نعم.
– خامساً، بوليصة الحياة ليست باهظة الثمن والقسط السنوي يعتمد على دخل الفرد السنوي، لذلك يستطيع أيّ كان شراء هذا البرنامج بعد إنجاز لائحة الأولويّات.
– سادساً، وكيل التأمين هو بمثابة مستشار، لذلك يجب اختياره بعناية لأنه سيكون مستشارك مدى الحياة ويواكب التطورات الماليّة لك ولعائلتك ويقدِّم لك أفضل الخدمات.
– سابعاً، نحن في سباقٍ مستمرّ مع الوقت ونجهل متى نصبح عاجزين عن العمل… متى نصاب بمرض مزمن، أو متى “يستردّ الله أمانته”، كما في لغتنا الدّارجة… فهل حمينا أنفسنا من كل المخاطر المتوقّعة وغير المتوقّعة؟
– ثامناً، كيف صحتك اليوم؟ كيف صحتك غدًا؟
س: هل بيع بوليصة “تأمين للحياة”، كما تحبّ أن نسمّيها، بالأمر السهل، كما الحال مع بَيْع خدمات أخرى؟
ج: بالعكس تماماً! بَيْع بوالص التأمين للحياة من أصعب المهمّات لأنه مرتبط بنهاية الإنسان في هذا العالم، والطبيعة البشريّة تهاب هذه اللحظة، ولا تحبّ التوقّف عندها! لذلك تدريب وكيل التأمين من الضروريّات ويجب أن يستمرّ لأنّ الجانب النفساني يلعب دوراً أساسياً. والناس تسعى عادة لشراء حاجتها او ما تشتهيه من ثياب ومأكولات، من سيارات، بطاقات سفر او ممتلكات. وتقوم بتأمين سياراتها او منازلها ضد الحرائق والكوارث. لكن عندما يتعلق الأمر ببوليصة الحياة، يتشاءم كثيرون ويفضّلون التجاهل، من هنا، فإنّ بوليصة الحياة لا تُشترى، بل تُباع.
س: نعود للكتاب، ماذا أردت من إعداده ومن ثمّ إصداره عن دار “ريادة” في المملكة العربيّة السعوديّة في أيّار (مايو) ٢٠٢١، علمًا أنّ الكتاب مسجَّل في مكتبة الملك فهد الثقافيّة؟
ج: في الأساس، أنا من محبّي الكتابة، وكانت لي تجربة مسرحيّة عندما كنت طالباً جامعيّاً، كما لي أيضاً بعض الكتابات والمقالات في التأمين. وإلى ذلك، وضعت برامج تدريب في لبنان وفي الوطن العربي، إضافة إلى أنّ سرد القصص يستهويني، خصوصًا القصص ذات الرسائل والعبر غير المباشرة.
لقد أردت من هذا الكتاب سرد قصص حقيقيّة، بالمضحك منها والمبكي، والتي حصلت فعلاً وما زالت تحصل في العالم.
س: يحتوي الكتاب على نصائح تدريبيّة وحياتيّة. هل هذا شائع في مكتبتنا العربيّة؟
ج: الكتاب ينضوي تحت عنوان “المساعدة الذاتيّة” Self – help book، وهو يفيد في تطوير الذات، وهو الأول من حيث المضمون في عالمنا العربي.
س: أنت اليوم تقوم بدور مطوّر “الكاريزما”. ما معنى ذلك؟
ج: لكل واحد منا مكامن قوة وانا أسميها “ماسة” Diamond ولذلك أساعد الأفراد في التنقيب عن جوهراتهم الدفينة، وذلك من خلال برامج مخصّصة لكل فرد تساعده في الوصول إلى جوهرته، إن كان على الصعيد الشخصي او المهني. ومن هنا تبدأ رحلة تحقيق الذات او الطريق إلى السعادة.