السفيرة عاليا الصبوري
لبنانيّة جديدة يصل اسمها إلى العالميّة بفضل خبرتها وكفاءاتها والمناصب التي تبوّأتها في القطاع المصرفي. وتشاء الصدف أن يكون شقيقها رمزي الصبّوري الذي اختير، قبل سنة، ليكون المدير العام في منطقة الشرق الأوسط والقارة الافريقيّة لشركة ZWIPE للبطاقات البيومتريّة، الأولى من نوعها التي تمنع القرصنة والاحتيال وتوفّر الأمانة المطلقة لحاملها. وقد تزامن اختيار شقيقته لمنصب سفيرة مع مرور سنة أولى على تعيينه وتسليمه مهمّة اضافية، هي أن تصل مهمّته الى القارة الأفريقية ككلّ وليس لشمال هذه القارة فقط، اضافة الى منطقة الشرق الأوسط. (راجع ملف هذا العدد).
المعنيّة بهذا الكلام هي الآنسة عاليا الصبّوري، المديرة الاقليميّة للبنك اللبناني للتجارة BLC التي وصلت إليه بعد خبرة في العمل المصرفي بدأته في الكويت في “بنك الكويت الوطني” في العام 1997 ولمدّة أربع سنوات، انتقلت بعدها إلى بنك بيبلوس فرع زحلة، وكانت السيدة الأولى في لبنان التي تستلم إدارة مصرف في هذه المنطقة التي نادرًا ما تصل فيها المرأة إلى مركزٍ قيادي. وعلى غرار تجربتها الأولى، أمضت في هذا المصرف أربع سنوات لتنتقل إلى البنك اللبناني للتجارة المعروف باسم BLC التي افتتحت عدة فروع له في محافظة البقاع، وقد اعتُبرت يومها، ولا تزال، من أهم المصرفيات اللواتي دعمن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة SME التي يُبنى عليها اقتصاد البلد. ومع هذا النجاح الذي حقّقته، عُيّنت مديرة إقليميّة فيه وكأوّل إمرأة تصل إلى هذا المنصب.
فما الدافع لتسميتها سفيرة لمجموعة Lafferty للإستشارات المالية والمصرفية، ولماذا عُهد اليها رئيس المجموعة مايكل لافرتي، المساهمة في تكوين مجلس نسائي من سيدات في منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية وأوروبا (EMEA) ليصبحن عضوات في هذا المجلس؟ ثم هل لنا أن نعرف كيف حصل هذا التواصل مع رئيس المجموعة؟
ردّت على السؤال بالقول:
– لم ألتقي حضورياً رئيس المجموعة، ولو أنّي قرأتُ عنه الكثير وعن شركته والاستشارات المالية والاقتصادية التي تتولاّها المجموعة، بحكم اختصاصي بعلم الاقتصاد والمناصب التي بلغتها، ولكن تحادثنا مراراً عبر الفيديو Call خرج بعدها بانطباع يوحي بأنّه وجد في شخصي ما يريده: سيدة يبحث عنها تُصلح لأن تكون سفيرة للمجموعة وللمجلس بعدما وجد فيّ الحماسة والإندفاعة والقدرة على تحمّل المسؤولية وانجاح هذه الخطوة. وقد اعتبرت من جهتي، هذه المبادرة من قبل السيد لافرتي خطوة مشرّفة تجاهي. ومن المرجّح أن اختار أسماء عضوات هذا المجلس قبل نهاية حزيران (يونيو) المقبل (2022). أما من هن أؤلئك السيدات اللواتي سيتشكّل منهن المجلس؟ باختصار انهنّ المبدعات، كلّ في مركزها، ودوري أن أعلمهم بمنافع الانضمام إلى هذا المجلس.
س: وما الهدف من هذا المجلس تحديداً؟
ج: تحفيز المرأة ودعمها توطئة لإنطلاقتها الى العالمية وتبادل المعلومات والخبرات من خلال اللقاءات والإجتماعات وبرامج التطوير الإداري ووصولها الى أعلى المراتب بفضل ما تملك من مميّزات.
س: وما هي الإفادة الشخصية لمايكل لافرتي من وراء إنشاء هذا المجلس؟
ج: إنّ هذه المبادرة تُجسّد رسالة مهنية. وهنا أعطيك مثلاً: إذا أقدمتُ شخصيًا، من منطلق المركز الذي أتولاّه، على تشجيع سيدة ما، على المضي في عمل خاص بها ومنحتها قرضًا لمشروع تعتزم المضي فيه لتكبير مصلحتها، فهل أكون، بالتسهيلات التي أوفّرها لها، أسعى إلى الاستفادة؟
بالتأكيد لا، والأمر ينسحب على مايكل لافرتي الذي لا يحتاج لمال أو جاه والذي لا يسعى إلى أيّ منصب، لأنّ ما وصل إليه وما كسبه وما حقّقه كافٍ بحدّ ذاته.
س: لا شكّ أنّ السيدات اللواتي سيتمّ اختيارهنّ عضوات في هذا المجلس، يتمتّعن باختصاصات متعدّدة. هل لنا أن نعرف ما هي هذه الاختصاصات وكيف ستختارينهنّ لهذا المجلس، وكم هو العدد المطلوب؟
ج: أبدأ بالقول أنّ لا عدد محدّدًا، إذ أنّ الباب مفتوح لأي سيدة ترغب في الإنضمام وتتمتّع بالكفاءة المطلوبة. إلاّ أنّ الاختصاصات التي يُفضّل أن تتوافر عندهن، تتراوح بين إدارة أقسام التجزئة في المصارف، وامتلاك خبرة في البطاقات الائتمانية أو أن تكون صاحبة مؤسسة مالية وتكنولوجية أو أن تكون مجليّة في إدارة بنوك خاصة بسيدات ورجال الأعمال، إلى ما هنالك من مهارات كان الرجل دائمًا يتفوّق فيها، بل كان يحتكرها ولا يترك للنساء أن تفوز بمقعد من المقاعد.
وما تجدر الإشارة إليه هو أنّ السيدات اللواتي سيشاركن في هذا المجلس عليهنّ أن يسدّدن اشتراك سنوي في مقابل حوافز كثيرة تتوافر لكلّ سيدة من سيدات هذا المجلس اللواتي سأعقد وإيّاهنّ اجتماعات عن بُعد لمناقشة الأمور والبحث في قضايا تقوّي عزيمة المرأة على خوض الأعمال والوصول إلى الأهداف الموضوعة، إضافة إلى لقاءات مع مايكل لافرتي، وكلّ ذلك عبر الـ Zoom Meeting.
س: من تعتقدين كان وراء نجاحك بوصولك إلى ما وصلت إليه؟
ج: طبعًا أخي رمزي، فهو المشجّع الأول والداعم الأول. ولكن ما كنت لأصل الى ما وصت اليه لولا تفانيّي في العمل والمثابرة على النجاح.
س: ماذا تعني لك تسمية سفيرة لمجموعة Lafferty؟
ج: انه لشرف عظيم لي شخصياً وفخر للبنان في الوقت نفسه. وما آمله هو أن أكون على قدر الثقة التي أولاني أياها مايكل لافرتي.