الإعلان
في وقتٍ بدأت تتراجع الأعمال الفنيّة للإعلانات المرئية منها والمكتوبة، لعلّه بسبب الحالة المتردية في لبنان اقتصاديًا وانعكاس ذلك على نفسية المبتكرين، كَوْن الابتكار يحتاج إلى مساحة من الهدوء والراحة النفسية والمادية، لا يزال بعض الشركات مصرًّا على الاتّقان الفنّي، سواء من حيث الفكرة أو التنفيذ. من ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، شركة “ليا اسوركس” التي أثبتت في عامها الأوّل بعد الاندماج، أنّها شركة حيّة وأنّ القيّمين عليها لا يقبلون بأنصاف الحلول وإنّما بالحلول المتكاملة التي تستوقف الناس وتجعلهم يردّدون: “لايزال التصميم الفنّي مُبهرًا في لبنان رغم الحياة الاجتماعية والنفسية الصّعبة”.
ومع أنّ القيّمين على هذه الشركة، وعلى رأسهم الرئيس التنفيذي السيد لبيب نصر، لا يجاهرون بالإنجازات التي تحقّقت خلال عامٍ واحد، فإنّه يمكن القول أنّ هذه الانطلاقة لــ “ليا” و”أسوركس” بعد دمجهما كانت مشجّعة للغاية وأعطت مثلاً يُحتذى لمن يرغب من الشركات في السَيْر بعملية الدمج، في ظلّ المصاعب الاقتصاديّة الكثيرة وحدّة المنافسة بين الشركات، خصوصًا مع قرب تطبيق المعيار المحاسبي الدولي IFRS 17 الذي سيبدأ سيبدأ العمل به في بداية 2023 من قبل شركات لبنانية كبيرة، مع أنّ هيئة الرقابة على شركات التأمين أجّلت موعد التطبيق إلى سنة واحدة، إي إلى بداية 2024، وهذا التطبيق لهذا المعيار الخاصّ بشركات قطاع التأمين لن يكون سهلاً على الصغيرة منها، التي إن تخلّفت عن هذا التطبيق ستلقى مصيرًا سوداويًا وستضطرّ عاجلاً أم آجلاً إلى الدمج أو الإقفال ولا خيارَ ثالثًا لأنّ شركات الإعادة لن تتولّى تغطية محفظتها، ناهيك عن أنّ العمل داخل الشركات، لبنانيّة وغير لبنانيّة، ستكون التكنولوجيا مرتكزها الأساسي.
نعود إلى “ليا أسوركس” وإلى الإعلان الجديد الذي دفعت به إلى وسائل الإعلام المكتوبة بشكلٍ خاصّ، لنقول أنّ هذا الإعلان المُرفق موعده في نهاية عام وبداية آخر، لأنّه مع انطلاق السنة الجديدة، يبدأ تجديد العقود التأمينيّة بأنواعها كافة. ومن هنا كان هذا التصميم شاملاً إلى حدّ ما البرامج التأمينيّة من ضمن a العائد لــ “ليا” والــ a الثاني لــ “أسوركس” وتحتهما نماذج من البرامج التي تتولّى هذه الشركة تغطيتها من سيارات وعقارات وسفر واستشفاء في شكل هدية من بابا نويل بمناسبة عيدَي الميلاد ورأس السنة. وقد كُتِب تحت هذا المُجسّم الجميل: “نحن نضمن تحقيق أمنياتكم”.
نأمل في العام 2023، أن يستعيد لبنان نجاحه وتميّزه في تصميم الإعلانات وفي إعادة الحياة إلى هذا المرفق الذي اشتهر به على مرّ السنين، وكان دائمًا في الطليعة، بل انتقل مبتكرو الأفكار إلى دول عربية عدّة، خليجيّة تحديدًا، ولمعوا حيث تواجدوا بعدما تأمّنت لهم الراحة الاقتصادية والنفسية.