ماهر الحسين … لا أبحث عن وظيفة … إطلاقًا
تفاجأ الوسط التأميني، العربي بشكلٍ عام والأردني على وجه الخصوص، بخبر اعتزام مدير الاتّحاد الأردني لشركات التأمين السيد ماهر الحسين، تقديم استقالته من منصبه ليتفرّغ إلى المحاماة في مكتب والده المرحوم والنقابي الوطني المعروف مروان الحسين، باعتباره يحمل ماجيستر في التأمين وفي قانون التأمين البحري تحديدًا من المملكة المتّحدة. ويأتي هذا القرار “المفاجئ”، بعد عشرين عامًا من العمل الإداري الناجح في الاتّحاد الأردني الذي تنضوي تحت رايته شركات التأمين الأردنيّة.
ومع أنّ المبرّرات التي ذكرها السيد الحسين تبدو مقنعة بعد قراءتها بتمهّل، إلاّ أنّ السؤال الكبير الذي طرحه من قرأ هذا الخبر،تركّز على نقطة مهمّة وهي: هل سيغيب مدير الاتّحاد عن مؤتمر العقبة الثامن الذي اشتغل ولا يزال على إنجاحه سواء في الأردن أو في مؤتمر شرم الشيخ وفي غيره من المؤتمرات واللقاءات، وقد كان حتّى الأمس القريب يمضي قدمًا في هذا المسعى؟
عندما اتّصلنا بالسيد ماهر نستوضح منه حقيقة الخبر، وقد أكّده لنا، سألناه إذا كان سيغيب عن العقبة، وقد بات هذا المؤتمر واحدًا من “أولاده”. أجاب من دون تفكير أو اختيار الكلمات المنمّقة، وهو الذي لا يتحدّث إلاّ بعفويّة وبطريقة مباشرة وبلا لفٍّ ودوران: “أكيد سأكون في مؤتمر العقبة، فعقدي مع الاتّحاد الأردني ينتهي في نهاية حزيران (يونيو) 2022، في حين أنّ مؤتمر العقبة ينعقد في أيار بين 15 و19 منه، أي قبل أكثر من شهر على نهاية هذا العقد.
سألناه: وهل الأسباب التي ذكرت حول عودتك إلى المحاماة بعد عشرين عامًا هي التي أملت عليك اتّخاذ هذا القرار أم أنّ هناك سببًا آخر هو الذي حدا بك إلى التوقّف عن متابعة نشاطك المُنتج في الاتّحاد الأردني، وقد كانت لكَ بصمات بارزة طوال الفترة التي تولّيت فيها هذه المسؤوليّة؟ أجاب:
– الحمد لله، فإنّ الحبّ والاحترام والتفاهم مع مجلس الإدارة كان على أتمّه، وقد كان الأمر مماثلاً مع شركات التأمين في المملكة وفي غيرها من الدول. لقد ارتأيت أنّ عشرين عامًا هي مدّة كافية، بلفرصة لأترك المنصب لغيري لا أن أبقى ملتصقًا بالكرسي، لعلّ دمًا جديدًا يدخل إلى الاتّحاد ومعه تدخل كفاءات خبيرة، آمل أن تُكمل هذا المشوار وتترك هي أيضًا بصمات مهمّة في الاتّحاد.
تابع ضاحكًا: “اللي بروح بيجي أحسن منّو”. وأجدني بهذه المناسبة مندفعًا لأشكر محبّة الناس وثقتهم بي واحترامهم وتقديرهم لما فعلت، فهذا يشكّل بالنّسبة إليّ أغلى ما أملك.
سألناه: للوهلة الأولى، تردّد أنّ تخلّيك عن الموقع قد يكون يخفي وراءه مشروعًا مهمًّا ستُقدم عليه أو منصبًا رفيعًا لا تريد كشفه في الوقت الحاضر. وذهب البعض إلى حدّ القول أنّ وراء هذا العزوف تحضيرًا لمنصب إداري كبير في منظمة الآفرو أسيوي FAIR أو حتى في الـ GAIF، خصوصًا وأنّك ترشّحت في العام 2019 لمنصب الأمين العام ولكنّ الحظّ لم يحالفك. أجاب:
– ليست لي أيّة مصلحة إطلاقًا.. إطلاقًا ونهائيًا وبتًا وبتاتًا للترشّح لأي منصب، سواء في الـ FAIR أو في الاتحاد العام العربي للتأمين. بالعكس، لو كنت أرغب في الحصول على أحد هذَيْن المنصبَيْن أو غيرهما لما قرّرت ترك الاتّحاد لأنّ موقعي فيه يعطيني دفعًا أقوى ويؤكّد أنّني لست ابحث عن وظيفة أو عمل. أنا لست مضطرًّا للبحث عن وظيفة ويمكنك أن تصرّح مجدّدًا عن لساني: “لست مضطرًا على الاطلاق للترشّح لأيّ منصب، فأنا عائد إلى مكتبي وموقعي الطبيعي كمحامٍ.