الشيخ محمد بن راشد خلال توزيع الجوائز على مستحقيها
بتوجيهات من القيادة في دولة الإمارات، تمّ في العام 2008 تأسيس جائزة “زايد للاستدامة”، تخليداً لإرث ورؤية الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في إرساء ركائز الاستدامة. يومها، أطلقت هذه الجائزة العالمية لتكريم أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الربحية والمدارس الثانوية العالمية الذين يقدّمون مشاريع مستدامة وإنسانية في مختلف أنحاء العالم. وعلى مدى أربعة عشرة عاماً الماضية، كرّمت هذه الجائزة 96 فائزاً، ساهمت مشاريعهم المبتكرة في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 370 مليون شخص حول العالم، علمًا أنّ هذه الجائزة تتضمّن الفئات التالية: الصحة والغذاء والطاقة والمياه والمدارس الثانوية العالمية.
وقبل أيام وفي “إكسبو 2020 دبي”، كرّم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة وحاكم إمارة دبي، عشرة فائزين عن الفئات الخمس ضمن دورة العام 2022، تزامنًا مع الافتتاح الرّسمي لـــ “أسبوع أبو ظبي الاستدامة”، بحضور رسميّين وعدد من رؤساء وقادة الدول. وفي كلمة له أمام الفائزين والحضور،شدّد حاكم دبي على أنّ دولة الإمارات ماضية في اتّخاذ خطوات لتحفيز التنمية الاقتصاديّة والبشريّة ومواصلة الجهود للتخفيف من الأعباء الحياتيّة وتحسين الظروف المعيشيّة عبر تكريم المشاريع التي تمتلك مقوّمات التأثير والابتكار وتوفير منصّة لتعزيز الوصول إلى عدد أكبر من المستفيدين، لما في ذلك من أثر إيجابي في تحقيق أهداف هذه الجائزة وتحويلها إلى إنجازات تعزّز مجالات الاستدامة وتُحدث تأثيرًا إيجابيًا ملموسًا في حياة الملايين حول العالم.
إشارة إلى أنّ مشاريع الفائزين السابقين الـ 86 بالجائزة، ساهمت في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 370 مليون شخص في 150 دولة. إلى ذلك، تُقدّم الجائزة للفائزين ضمن فئات الصحّة والغذاء والمياه والطّاقة منحة تبلغ 600 ألف دولار، فيما يحصل ستّة فائزين ضمن فئة المدارس الثانوية العالميّة على منحة مقدارها مئة ألف دولار.
والآن ماذا عن الفائزين العشرة؟
– في فئة الصحة، فازت شركة Mamotest الأرجنتينية بالجائزة لجهودها في توفير خدمات التشخيص وغيرها من الخدمات المنقذة للحياة بواسطة الأشعة وتحليل البيانات عن بُعد. وتقوم الشركة حاليًا بنشر مراكز توفّر رعاية صحية عالية الجودة لنحو 583 ألف مريضة بسرطان الثدي، ولديها خطط لتوسيع نطاق خدماتها لتشمل أكثر من مليون شخص على مدى خمس سنوات.
وتتميز Mamotest أيضًا بحرصها على متابعة حالة المرضى، إذ إن لدى 87% من النساء المصابات بسرطان الثدي، فرصة الحصول على العلاج في الوقت المناسب وإنقاذ حياتهن، علمًا أنّ الشركة أجرتْ بنجاح أكثر من 5 آلاف تشخيص حتى الآن وساهمت في نشر الوعي بين ملايين النساء.
– في فئة الغذاء، نالت S4S Techonologies من الهند هذه الجائزة لجهودها في مجال أنظمة حفظ الأغذية وأنظمة التجفيف. وتسهم الشركة حاليًا في إحداث تأثير مباشر في حياة نحو 36 ألف شخص، وتخطّط لتوسيع نطاق التأثير ليشمل 10 ملايين آخرين على مدار خمس سنوات.
وتلتزم الشركة تمكين المرأة الريفية وتسخير التكنولوجيا الحديثة للحدّ من هدر الطعام وتحسين دخل المزارعين ونشر التكنولوجيا التي تعمل بالطاقة الشمسية لمساعدة المزارعات على زيادة أرباحهن.
وكجزء من التزامها دعم التوازن بين الجنسَيْن، وتعزيز الفرص الاقتصادية، أسهمت الشركة في توفير دخل إضافي لـ 455 مزارعة تحوّلن إلى رائدات أعمال ناشئات، ما ساهم في زيادة أرباحهن بنسبة تتراوح بين 50 إلى 200% سنويًا.
– في فئة الطاقة، حصلت شركة Solcher التي تتّخذ من بنغلاديش مقرًا لها، على الجائزة بعدما قامت بتركيب أول شبكة مصغّرة لتبادل الطاقة من نقطة إلى أخرى من أجل توزيع الكهرباء بشكل أكثر كفاءة ضمن المجتمعات الريفية في تلك الدولة. كما فازت بالجائزة لجهودها في إدارة الطاقة كونها تخدم حاليًا أكثر من 35 ألف شخص ولديها خطط للتوسّع للوصول إلى مليوني شخص في السنوات الخمس المقبلة.
وتسهم Solcher في تمكين أكثر من ألف أسرة من الحصول على أكثر من 85 ميغاواط ساعة من الطاقة النظيفة الإضافية. كما تخدم حوالي 500 من رواد الأعمال بالاستفادة من خدماتها داخل شبكاتهم، منهم 25% من النساء اللواتي حقّقن مداخيل مرتفعة نتيجة لذلك.
– في فئة المياه، حصدت Waterroom وهي من الشركات الصغيرة والمتوسطة في سنغافورة، الجائزة لالتزامها التحدّي المتمثّل في الحدّ من المياه الملوثة أي توفير مرشحات مياه محمولة لخدمة المجتمعات المتضررة من الكوارث والمجتمعات الريفية. وتمّ نشر حلول Waterroom في أكثر من 38 دولة، ما أسهم ويسهم في توفير مياه شرب آمنة لأكثر من 150 ألف شخص بشكل يومي. وتهدف الشركة للوصول إلى مليون شخص خلال خمسة أعوام.
بالمناسبة، قال الرئيس السابق لجمهورية آيسلندا أولافور راغنار غريمسون، وهو رئيس لجنة التحكيم: “تميزت المشاريع الفائزة هذا العام بمستواها العالي من حيث الابتكار والرؤية المتفرّدة وآفاق التوسّع الواعدة التي حدّدها الفائزون، إذ يتطلّع رواد الاستدامة في العالم لبناء المستقبل بعزيمة وتصميم أكبر على مواجهة التحديات.. نحن واثقون من أن جميع الفائزين سيضعون الدعامة الأساسية لتحفيز النمو الاقتصادي ضمن المجتمعات المتضرِّرة وتحقيق التطوّر المنشود في المستقبل، سواء على مستوى البيئة المحلية التي يعمل فيها الفائزون أو خارجها، وفي الوقت نفسه المساهمة بشكل فاعل في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الرئيسية”.
إلى ذلك، قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة مدير عام جائزة زايد للاستدامة د. سلطان بن أحمد الجابر: “تماشيا مع توجيهات القيادة وانسجامًا مع إرث الشيخ زايد (طيب الله ثراه)، تتواصل الجهود لإحداث تأثير إيجابي ملموس وطويل الأمد ضمن العديد من المجتمعات حول العالم.. وقد ساهمت هذه الجهود طوال أكثر من عشر سنين في ترسيخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات في مجال الاستدامة، كما اكتسبت الجائزة مكانة عالمية كداعمة للتغيير الإيجابي، فضلاً عن تحسين حياة أكثر من 370 مليون شخص حتى الآن”. تابع: “أن استضافة حفل توزيع هذه الجائزة، إلى جانب افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة ضمن فعاليات إكسبو 2020 دبي يعكسان التزام دولة الإمارات توحيد الجهود والتنمية المستدامة والعمل الإنساني، وهي خطوة تجسّد النهج التقدمي للدولة وسعيها المستمر لتكون نموذجا للتنمية الاقتصادية الشاملة. وبفضل جهود الفائزين الذين وصل عددهم إلى 96 فائزا، والتزامهم المشترك بناء عالم أفضل، تمّ توفير الإنارة للعديد من المجتمعات التي كانت تعيش في الظلام بتوفير مصابيح الإضاءة الشمسية لها، وحصول ملايين الأطفال على مياه شرب آمنة. كذلك أسهمت الجهود في مكافحة الجوع وسوء التغذية من خلال توفير حلول غذائية مستدامة، وكذلك تحسين وسائل الرعاية الصحية التي تخدم في إنقاذ حياة السكان في عدد من المناطق النائية حول العالم”. وأخيرًا أكّد التأثير الكبير والانتشار الجغرافي الذي حقّقته الجائزة من خلال مبادرة “ما بعد 2020″ الإنسانية التي تقودها الإمارات، بفضل التبرّع بحلول وتقنيات مستدامة، طوّرها الفائزون السابقون والمرشحون النهائيون، لدعم مجتمعات محددة في مناطق مختلفة من العالم بالتعاون مع العديد من الشركاء والمؤسسات الرائدة محليا ودوليًا”.
من ناحية أخرى، وضمن فئة المدارس الثانوية العالمية التي تُمنح جائزتها لست مدارس تمثل مناطق مختلفة من العالم، نالت الجائزة هذا العام كلّ من: مدرسة “معهد إيبيريا” (جمهورية الدومنيكان) عن منطقة الأمريكيتَيْن، مدرسة “ليسيو يوروبيو” (إسبانيا) عن منطقة أوروبا وآسيا الوسطى، مدرسة “ايسترن ميديترينيان الدولية” (إسرائيل) عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مدرسة “سيدنا أبو بكر الثانوية” (أوغندا) عن منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مدرسة “هيرا” (المالديف) عن منطقة جنوب آسيا، وأخيرا مدرسة ” يو دبليو سي اي اس كي” (اليابان) عن منطقة شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادئ.