المشاركون في الندوة ويبدو ناجي حداد في الوسط في الصفّ الثاني
سنتيا تبشراني
للمرة الثانية هذا العام، تُنظَم شركة BLIS 2021ندوة موضوعها الرئيسي عن” فرع التأمين على الحياة”. في الندوة الأولى التي أقيمت في آخر يوم جمعة من كانون الثاني الماضي، أقامت هذه الشركة ندوة عن أحد أشهر وكلاء فرع التأمين على الحياة في المنطقة وليس في لبنان فقط، هو “الأب الروحي” للوكلاء العاملين في هذا الفرع السيد زكي زهر( راجع تفاصيل هذه الندوة في الصّفحة المقابلة). أمّا الندوة الثانية التي أقيمت في آخر أسبوع من شباط فكان موضوعها:”وكلاء التأمين الإستشاريون، أسطورة لا تموت”، وقد شارك فيها كلَ من السادة: شرالمبوس ستيليانيدس (قبرص)، رام تولاني (دبي) وحبيب شماس (لبنان). الندوة التي أدارها كلٌّ من المنظّم السيد ناجي حداد، والدكتور صانجاي تولاني والسيد لوكاس تسوكاس، تناولت مواضيع شديدة الصلة بدور وكلاء فرع التأمين على الحياة والدور الذي يلعبونه في إرشاد الناس وتوعيتهم وإختيار البوليصة التي تناسب محتوى بنودها كلٌّ منهم، نظراً إلى أهمية هذا الفرع في إنقاذ الأُسَر وتخفيف الأعباء عن ميزانيات الدولة، تحديداً وزارة الصحة، إذ أن هذا البرنامج ينوب، إلى حدّ كبير، عن المسؤوليات المناطة بالدولة لناحية المساهمة في إيجاد حلول للمشاكل الإجتماعية.
ونظراً إلى أهمية فرع التأمين على الحياة والذي خصّص له المنظِّم السيد ناجي حداد، حتى الآن، حلقَتيْن متتاليتَيْن وواحدة ثالثة في 5 آذار الحالي، أجرينا معه حديثاً تطرّق فيه إلى أمور عديدة متصلة بفرع التأمين على الحياة.
سألناه: للمرة الثانية تركّزون في الـWebinar على برنامج التأمين على الحياة. بدأتم بالحديث عن زكي زهر قبل فترة في ندوة عن بُعد. فلماذا التركيز على هذا الفرع بالذات الذي يُسجّل دائماً أرباحاً بعكس التأمينات الأخرى؟ أجاب: لفرع التأمين على الحياة في مجتمعاتنا أهمية قصوى، نظراً للصعوبات المالية التي تواجه العائلات في مثل هذه الظروف الصعبة. وتعود هذه الأهمية إلى أن فرع التأمين على الحياة يُغطي أربعة أخطار أساسيّة، وبهذه التغطيات الأربع يكون هذا الفرع قد ساعد العائلة على تماسكها وبقائها، بحيث إذا توفي الأب، تتّكل على راتبه الذي ستواظب شركة التأمين على دفعه، وبذلك تكون قد أمّنت إستمرارية عيشها بكرامة.
إن هذا البرنامج، وبكلام آخر، يحمي مدخول العائلة عند تعرّض المضمون، لا سمح الله، إلى أي نوع من الحوادث المرورية أو الصحية أو غيرهما، والتي قد تسبّب له إعاقة دائمة أو إعاقة مرحلية. فإذا كان منتسبًا إلى فرع الحياة، فإنّ مدخوله الماديّ يصله شهريًّا، أو يتقاضى تعويضًا عن التوقّف القسري عن العمل الذي كان يمارسه، وبذلك لا يصبح عبئاً على عائلته أو مجتمعه. ثم هناك فائدة ثانية، فإذا كان المضمون دخل سن التقاعد، فبواسطة فرع التأمين على الحياة، يكون قد حلّ مشكلة كبيرة، إذ أنه سيستمر في الحصول على راتبه وكأنه لا يزال في وظيفته. ولا حاجة للتذكير هنا بأن كثيرين يجدون أنفسهم مضطرين، بعد التقاعد، للعيش بكرامة، فيمارسون عملاً جديدًا ولو كان يرهقهم في أعمارهم المتقدّمة.
ثم هناك ضمانة تأمين تعليم الأولاد، وهذا برنامج مُدرج في بوليصة التأمين على الحياة، ومن أهميته أنه يسمح للأولاد متابعة دراستهم الابتدائيّة والثانوية والجامعية أيضاً. ومن المعروف أنّ المجتمعات المتطّورة تعتمد على برنامج التأمين على الحياة لأنه يخفّف عن الدول مصاريف مالية مرهقة. إنّ كل هذه المميزات التي يوفّرها برنامج التأمين على الحياة، تحتاج إلى وكيل يفسّر وينصح ويشرح ويُرشد إلى هذا البند أو ذاك، ودائماً حسب الحاجة.
س: الندوة الأخيرة التي أشرفتم على تنظيمها وحضّرتم لها، هل لنا بالسيرة الذاتية لكلّ المشاركين فيها؟
ج: المشاركون بهذه الندوة هم من الشخصيات الذين برعوا في مهنتهم كوكلاء في فرع التأمين على الحياة، ليس في لبنان وإنما على مستوى العالم أجمع. فرام تولاني، مثلاً، الذي إشترك بالندوة، هو من أشهر الخبراء في هذا المجال، فضلاً عن أن إبنه سان جي تولاني يُعتبر من أهم وكلاء التأمين الإستشاريين في العالم. وهو يقّدم اليوم خدمات مالية تأمينية لأشخاص بأكثر من 53 بلداً. ثم هناك الخبير القبرصي شرالمبوس ستيليانيدس (86 عاماً) الذي لا يزال يمارس المهنة ويكدّس الخبرات ويكتسب كثيرون منها، علماً أنه كان يتنقل على الدراجة الهوائية بين زبائنه لبَيْع البوالص وأيضًا للترويج لبرامج التأمين على الحياة وشرح أهميتها. وبعد أكثر من 60 عاماً من ممارسة هذه المهنة، لا يزال يمتهنها حتى اليوم. ثم هناك “الأسطورة الحيّة” اللبناني السيد حبيب شماس الذي يبلغ من العمر 85 عاماً، والمعروف بلقب “رجل وحقيبة”، لقبٌ رافقه أكثر من 60 عاماً. فقد جال العالم بحقيبته المملوءة بوالص هذا الفرع، إلى درجة أنه لم يترك بلداً إلا زاره، علمًا أنّ كثيرين تتلمذوا على يديه ونجحوا في هذه المهنة. إن دور وكيل فرع التأمين على الحياة يُشبه دور الطبيب والأستاذ والمحامي.
س: ما هي المواضيع التي أثيرت في هذه الندوة ومن كان راعيها؟
ج: إن هذه المهنة تجمع الجيل القديم والجيل الحالي وحتمًا جيل المستقبل أيضاً، أي أنها في تطوّر ونموّ مستمرّيْن. لقد ركّزنا في الندوة على وكيل التأمين الذي لا يستسلم أبداً إذا ووجه بالرفض، لأن له رسالة يريد إيصالها للناس في كل مكان. وقد برهنت هذه المرحلة التي اجتاح فيها كورونا، وفي كل الكرة الأرضية، أن العالم كلّه خائف من خسارة إستمرارية العيش. لكن مع فرع التأمين على الحياة نُبقي هذه الإستمرارية لتحقيق الأحلام وإعطاء الأفكار التي يجب أن يعطيها وكيل التأمين. نحن دائماً ندعو شركات التأمين لرعاية مؤتمراتنا، وفي هذه الندوة، فالرعاة هم: Beirut Seminar Blis 2021، Life Insurance وLegacy Builders، فضلاّ عن شركة Expand التي تطوّر الأعمال وتُدرّب الأشخاص وتضع التكنولوجيا في خدمة الشركات والأفراد، من دون أن ننسى أيضاً شركة Damcon لمالكيها إيلي وساسين دميان اللذين يشاركان في تحضير مثل هذه الندوة وفي إدارتها.
إن كلّ الشركات مدعوّة لشبك الأيدي بعضها بالبعض الآخر ليس للإندماج وإنما لتحمي المجتمعات والمؤمّنين، لأن المستفيدين الحاليّين من هذه الحماية لا يتعدون الـ 10% من سكان المعمورة. من هنا ندعو شركات التأمين على الحياة للعمل مع وكلائها على تطوير هذا الفرع كي يثق بهم الناس أكثر فأكثر، وهذا يدخل أيضًا ضمن نطاق نشر الوعي الكافي في أي مجتمع يتواجدون فيه.
لقد برهنت الأزمات المعيشية أن على كل فرد أن يكون له مستشار تأميني نسمّيه وكيلاً ليساعده على التخطيط للمستقبل لمواجهة الظروف الصعبة كالتي نعيش الآن، لأن هذا الوكيل يعبّد لنا الطريق نحو ضمانات تؤمِّن راحة البال، مهما ساءت الأمور.
من جهتنا كشركة BLIS 2021، آلينا على نفسنا أن نعقد نهار الجمعة من كل آخر شهر ندوة إفتراضية لتعميم الثقافة التأمينية. وفي 5 آذار سنتناول موضوع مدراء فروع التأمين على الحياة وكيف سيواجهون التحديات وما الدّور الذي يجب على العاملين تحت إشرافهم أن يلعبوه.