تهافت غير مسبوق للبنانيّين حتى في الليل والعتمة للحصول على جواز سفر
إقتناء جنسيّة ثانية بات حلم شعوبٍ عدّة قد يكون الشعب اللبناني في مقدّمهم، نظرًا إلى المعاناة التي عاشها منذ ثلاث سنوات مضت ولا يزال. وليس مشهد الوقوف ليلاً أمام دائرة الأمن العام للحصول على جوازات سفر، سوى دليل على رغبة كثيرين في الهروب من الجحيم الذي أوقعوا فيه وأُقفلتْ في وجوههم كلّ سُبُل الخلاص.
Savory & Partners البريطانيّة التي تأسّست في العام 1797 والتي انتقلت من المستحضرات الصيدلانيّة إلى هموم الأُسَر وإيجاد حلولٍ لها، هي مجموعة تطرح أفكارًا ومعطيات لتطوير نمط الحياة عن طريق الحصول على جنسيّة ثانية عبر الاستثمار. وتتعاون هذه المجموعة مع فريق عمل محترف ومتعدّد الجنسيّات مؤلّف من خبراء استشاريّين ساعدوا آلاف العملاء، بمن فيهم العديد من الميسورين من شمال افريقيا، في اختيار برنامج الجنسيّة الثانية عبر الاستثمار الانسب لهم.
في هذا المقال، قد يجد من يسعى إلى اقتناء جنسيّة ثانية، ضالّته لأنّ هذا الاقتناء يبقى بمثابة خشبة خلاص للخروج من جحيم دول، كما لبنان، إلى رحاب الدنيا الواسعة. يبقى عائقٌ يحول دون وصول الفرحة إلى الساعين للخروج من واقعهم المأساوي، هو: عدم توافر المبلغ المطلوب لهذا الاستثمار والذي لا يقلّ عن مئة ألف دولار أميركي.
في ما يلي نصّ المقال…
أصبحت الجنسية الثانية مفهوماً شائعاً بين الميسورين بشكل خاص، بعدما تبيّن للعديد منهم أنه كلّما صَغُرَ العالم كلّما أصب التنقّل جوًّا أكثر صعوبة. ولحلّ هذه المشكلة، كان لا بدّ من الحصول على الجنسية الثانية عن طريق الاستثمار، مثلاً، إذ أنّها تعمل على كَسْر هذه الحواجز بسهولة، فضلاً عن أنّها تخفّف الصعوبات المتعلقة بالتنقّل العالمي وتعمل على فتح العديد من الأبواب للأفراد. فالجنسيّة الثانية ليست وثيقة سفر فقط وإنّما طريق نجتازه لعلّه يوفّر لنا حياة أفضل.
فكيف يعمل الاستثمار في جنسية ثانية على تغيير نمط الحياة، وكيف يمكن أن يؤثر في كلّ جوانبها بشكل إيجابي؟ لنبدأ أولاً بتعريف مفهوم الجنسية الثانية.
إنّ اقتناء جنسيّة إضافيّة تجعل منك مواطناً في بلد آخر، إضافة إلى بلدك الأصلي، هذا إذا كانت دولتك تسمح بالجنسية المزدوجة، أي الاحتفاظ بجوازَيْ السفر من كلا البلدَيْن في الوقت نفسه. من هنا، يعمل الميسورون على استخدام قوانين الجنسية لصالحهم لإنشاء الحوافز التي تسمح لهم بأن يصبحوا مواطنين عالميين.
وعلى سبيل المثال، عند امتلاكك جنسية معيّنة، ستكون ملزماً تحمّل أوضاع البلاد الاقتصاديّة، والنظام الضريبي، والقرارات السياسية وجميع القوانين الصادرة من الحكومة. وعلى رغم قدرتك على السفر من خلال هذه الجنسيّة، إلا أن العيش تحت رحمة حكومة واحدة ليس بالأمر السهل. لذا يبحث العديد من الأفراد عن طُرُق بديلة تخفّف عنهم الأوضاع الصعبة والانتقال إلى حياة أفضل.
لكن كيف يمكنك الحصول على الجنسية الثانية؟ والجواب: عن طريق الاستثمار (سي بي أي) الذي يوفّر لك فرصة الحصول على جنسيّة دولة ثانية عن طريق الاستثمار في مشاريع معيّنة، لا سيما في منطقة البحر الكاريبي، مثل أنتيغوا وباربودا، و دومينيكا، و غرينادا، و سانت كيتس ونيفيس و سانت لوسيا. إنّ هذه البلدان الكاريبية توفّر الجنسية عن طريق الاستثمار من خلال شراء العقارات، أو المساهمة في صندوق التنمية الحكومي ابتداءً من مئة ألف دولار أميركي. وإلى دول هذه المنطقة، تمتلك دولة فانواتو (في جنوب المحيط الهادي)، برنامج الجنسية عن طريق الاستثمار، بينما تمتلك تركيا أحد أشهر برامج الجنسية عن طريق الاستثمار في العالم منذ تمّ إطلاقه في العام ٢٠١٧، حيث يمكن المستثمرين أن يصبحوا مواطنين في تركيا من خلال شراء العقارات الموجودة في الأناضول بقيمة ٢٥٠ ألف دولار أميركي.
يُذكر أنّ برامج نَيْل الجنسية عن طريق الاستثمار باتت سلسة إذ تتراوح مدّة الحصول عليها من ٣ إلى ٦ أشهر. ومن هنا ليس صعبًا معرفة الأسباب التي تجعل الأفراد مهتمين بالحصول على جنسية ثانية لهم ولعائلاتهم إذ أن مبلغ الاستثمار الذي يجب القيام به يساوي تقريباً مبلغ شراء سيارة فاخرة!
ويُعتبر الحصول على جنسية ثانية بمثابة خطة بديلة مثالية لتخفيف حدة المخاطر. وعلى سبيل المثال، اقتحمت جائحة Covid-19 العالم وعملت على تغييره بأكمله، ومع انتشار هذا الفيروس بشكل سريع في البلدان، أعاد الأفراد تقييم أولوياتهم وقاموا أيضاً بتغيير وجهات نظرهم بالنسبة إلى بعض الأمور. لقد أصبح الاعتماد على خطط استباقيّة أمراً مهماً للجميع لتخفيف آثار المخاطر والأزمات المحتملة، كأزمة هذا الوباء. وبديهي القول أنّ الأفراد الحاملين الجنسية الثانية محظوظون بشكل كبير، إذ يمتلكون خيارات عديدة عندما يتعلق الأمر بالسفر. فالجنسية الثانية لا تُعتبر مفيدة للحالات الطارئة فحسب، بل هي وسيلة فعّالة لبدء حياة مختلفة بشكل كامل حيث أنها الخطة البديلة المثالية لك، وللأسباب التالية:
1. التنقل العالمي، فعند الحصول على جنسية ثانية، تزداد فرص انتقالك حول العالم بشكل سريع. لا يُعتبر الحصول على جنسية ثانية فرصة لتسهيل السفر أو للحالات الطارئة فقط، بل هي وسيلة يمكنك الاستفادة منها بشكل لامتناهٍ. وعلى سبيل المثال، يحتلّ جواز سفر سانت كيتس ونيفيس (في منطقة الكاريبي) بالمرتبة الـ ٢٤ كأفضل جواز سفر حول العالم، حيث يمنح السفر إلى أكثر من ١٥٥ وجهة حول العالم من ضمنها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وهونغ كونغ وسنغافورة والعديد من الوجهات الأخرى، لا سيما الوجهات الاقتصادية الأفضل حول العالم. ومن المعروف إن الحصول على جنسية ثانية توفّر عليك الوقت اللازم للانتظار عند تقديمك طلب التأشيرة إن كنت تريد حضور حدث أو مؤتمر مهم في مجالك المهني. يمكنك الحصول على الجنسية مسبقاً للتجوّل في البلدان والاستفادة من عروض وصفقات وفرص استثمار يصعب الحصول عليها إن كنت لا تملك الجنسية الثانية.
2. الحرية المالية، وهي من الفوائد الإضافيّة التي يحصل عليها مُقتني الجنسية الثانية. ذلك أنّ المستثمرين الأذكياء يستغلون أيضاً فرصة التمتّع بالحرية المالية، أي التحكّم الكامل بأموالك. فعندما تختار الدولة التي ترغب بالحصول على جنسيتها، تتحرّى، أوّلاً، عن نظامها الضريبي المتّبع فيها إذ يمكنك اختيار دولة تفرض ضرائب على ممتلكاتك أو اختيار دولة لا تفرض أي أنظمة ضريبية. وغنيّ عن القول أنّ هناك بلدانًا عدّة تُعتبر مناطق معفاة من الأنظمة الضريبيّة مثل دومينيكا وفانواتو وسانت كيتس ونيفيس، حيث تقدم هذه الدول نظاماً ضريبياً ملائماً ونادراً لسكانها ومواطنيها. وعلى سبيل المثال، لا تفرض حكومة دومينيكا ضرائب على الدخل العالمي والميراث ومكاسب رأس المال والثروة، ولا تعمل على اقتطاع الضرائب على مواطنيها.
مثال آخر، يصل المعدل الضريبي المفروض على دخل الأفراد في الأردن إلى ٣٠٪، وتفرض أيضاً مصر ضرائب على مكاسب رأس المال بقيمة ٢٢.٥٪، كذلك تفرض اليابان معدل ضريبي على الميراث بقيمة ٥٥٪. وبهذا المثال يمكنك الاستنتاج أن الجنسية الثانية توفر لك مئات الآلاف أو الملايين على مرّ السنين. يُضاف إلى ذلك، فرص إنشاء الشركات أو الأعمال التجارية الخارجية. فموقع تركيا مثلاً، يسمح بالتعاطي مع أسواق قويّة اقتصاديًا ومع أيدي عاملة ممتازة، علاوة على أنّ مصاريف التشغيل هي تنافسيّة.
3. تجنب الحالات الطارئة. لقد شعر كثيرون أنّهم ضحايا قرارات حكوميّة في بلدانهم عندما انتشر وباء كوفيد-١٩، إذ تمّ اغلاق حدود الدول بشكل سريع وقامت الحكومات أيضاً بالتكيّف مع واقع حياتي جديد. واجه العديد من الناس وعوائلهم الذين كانوا يعانون مشاكل صحية، الكثير من الضغوط إذ لم يكن في أيديهم حيلة إلا الجلوس وانتظار الفرج القريب. لكن لو أنّ هؤلاء الأفراد كانوا مستثمرين ويملكون جنسيّة ثانية، لما كانت هذه هي النتيجة. وعلى سبيل المثال، نجح الأردن في التغلّب على الموجة الأولى من الفيروس عبر تضحيتها باقتصاد البلاد، إذ استمر الاغلاق الكامل في البلاد مدّة شهرين مع عدم وجود أي خطط توحي بإعادة فتح البلاد وأسواقها، ما أدّى إلى تدمير أصحاب الأعمال التجارية والموظفين من الناحية المالية. وبعد ذلك، تم افتتاح البلاد مرة أخرى بعد مرور فترة على إغلاقها التام فارتفع عدد المصابين بالفيروس بشكل غير معقول ولهذا تمّ تصنيفها بشكل مؤقت بالمرتبة الـ ٤ كأعلى دولة من حيث الحالات يومياً المصابة.
لم يكن للأفراد القائمين في الأردن غير الحاملين جنسية ثانية أي خيارات أخرى سوى اتباع القرارات الحكومية المفروضة. لكن من جهة أخرى، كان للأفراد الآخرين الحاملين الجنسية المزدوجة خيارات بديلة. لقد سجّلت الأردن حتى الأمس القريب أكثر من ثلاثة أرباع مليون حالة مصابة بفيروس كوفيد-١٩، فيما سجّلت دومينيكا ١٩٢ حالة فقط من عدد سكان الدولة. وإذا انتقلنا إلى “فانواتو”، نجد أنّها سجّلت ٤ حالات فقط وكانت من أوائل البلدان التي أعلنت خلوّها من فيروس Covid-19.
باختصار، فإن الحصول على جنسية ثانية ليست فقط خطة للهروب من الأحداث المفاجئة، بل للإنتقال إلى نمط حياة أفضل. يمكنك التنقّل بحرية دون قيود حول العالم عند الحصول على الجنسية الثانية عن طريق الاستثمار وأن يكون لديك حرية التصرف التامة بأموالك ولحماية عائلتك أيضاً عند عدم وجود الاستقرار المعيشي في بلد الإقامة.