اللجنة التنظيميّة برئاسة المهندس ماجد سميرات والأعضاء د. وليد زعرب، د. لانا بدر والسيد ماهر الحسين مدير الاتحاد
لم يتفاجأ كثيرون بالبيان الصّادر عن اللجنة التنفيذيّة لمؤتمر العقبة الدولي الثامن للتأمين قبل أيّام والذي أُعلن فيه تأجيل موعد انعقاده إلى العام المقبل. ذلك أنّ جائحة كورونا وتداعياتها الصحيّة والاقتصاديّة لا تزال تضغط على مُجمل القطاعات، كما على الحياة الاجتماعيّة في جميع دول العالم، باستثناء البعض القليل منها. ولا شكّ أنّ هذا القرار (الحكيم)، كان لا بدّ من اتّخاذه وقد بات الموعد المحدّد على مسافة أسابيع قليلة، إذ مهما تكن الفوائد التي قد تنتج عنه، سواء من الناحية المعنويّة التأمينيّة أو من الناحية الاقتصاديّة، يبقى الحذر مطلوبًا في مرحلة تُعدّ من أصعب المراحل التي تمرّ بالعالم، سيما مع الحديث المتداول عن موجة انتشار ثالثة لهذا الوباء، ومع مزيد من التحويرات لهذا الفيروس التي باتت تحصل دوريًا، في ظلّ المخاوف من أن لا تكون اللقاحات فاعلة إلى درجة القضاء عليها. ولا بدّ هنا من الإشارة إلى أنّ مؤتمر الـ GAIF الذي كان مقرّرًا العام الفائت، وكانت الجزائر مكان انعقاده، قد أُجِّل هو الآخر واستُبدل بندوات بلغت حتّى الآن ستًّا، تعويضًا عن ذلك المؤتمر الذي كان يستقطب مرّة كلّ سنتَيْن ما يزيد عن 1500 شخص.
ولا شكّ أن تأجيل مؤتمر العقبة ترك حزنًا في نفوس اللجنة التنظيميّة أوّلاً، وفي نفوس الأردنيّين ثانيًا، وكذلك في نفوس القيّمين على قطاعات التأمين في دولٍ عربيّة وأجنبيّة، إذ أنّ انعقاد هذا المؤتمر الدولي شكّل ويشكّل دعمًا لقطاع التأمين، فضلاً عن أنّ انعقاده لو حصل، لاعتبر بداية انفراج وخروج من الحَجْر المنزلي الذي فُرِض على الجميع مع إجراءات الوقاية، تجنّبًا للإصابة به بعدما أودت هذه الجائحة بحياة ملايين البشر.
ومن المعروف أنّ اللجنة التنظيميّة لهذا المؤتمر والتي يرأسها المهندس ماجد سميرات، قد وصَلَت النهار بالليل منذ أشهرٍ، تحضيرًا لساعة الصّفر التي حُدّدت في نهاية أيار بداية حزيران من هذا العام، ومن تلك التحضيرات، تعاون الاتّحاد الأردني لشركات التأمين مع هيئة تنشيط السياحة الأردنيّة في ما خصّ الترويج لهذا المؤتمر باعتبار أنّ خليج العقبة منتجعٌ سياحي يُضاهي، في جماله وروعته، أفضل وأجمل المنتجعات المشابهة في العالم. وإلى هذا التنسيق، أُعدّ فيلم وثائقي للترويج للمؤتمر، كما لخليج العقبة، في مسعى لإصابة عصفورَيْن بحجرٍ واحد: الأوّل ضخّ الرّوح في المؤتمر الذي انطلق في العام 2008 وحَجَزَ له القيّمون عليه، موقعًا رياديًا في قطاع التأمين العالمي، والثّاني التسويق للسياحة الأردنيّة، لا سيما سياحة خليج العقبة لتحريك الدورة الاقتصاديّة في وقتٍ عصيب لم تنجُ منه دولة من دول العالم.
وإلى هذا التنسيق مع هيئة تنشيط السياحة الأردنيّة، تمّ إطلاق مسابقة للبحوث التأمينيّة على غرار ما حصل في الدورة السابعة، وكان موضوعها هذا العام حول “فوائد وتحديّات العمل عن بُعد لقطاع التأمين”، من دون أن ننسى جهود الاتصالات التي أكبّ عليها اعضاء اللجنة وهم يختارون أسماء المحاضرين وكذلك رعاة المؤتمر، ما تطلّب عملاً مضنيًا أثمر، في النهاية، تحديد الأسماء والمواضيع، وأنجز سائر التحضيرات التي يحتاجها مؤتمر يستضيف في العادة ما يتراوح بين 500 و700 خبير تأميني من مختلف أنحاء العالم. وتسهيلاً لأمور المشاركين، فقد أُنشئ موقع الكتروني للمؤتمر يُتيح التسجيل عن بُعد لمن يرغب في المشاركة، فضلاً عن تضمّنه كافة المعلومات المهمّة من حيث البرنامج العلمي والمحاضرين والجهات الشريكة الراعية، وكذلك أمكنة الإقامة في الفنادق المُعتمدة، إضافة إلى جميع التفاصيل التي يحتاجها المهتمّون.
قرار التأجيل “الحزين”، إذا صحّ التعبير، رافقته فسحة أملٍ جديدة تجسّدت بتحديد موعدٍ آخر في 15 أيار 2022، وعلى أن يكون موعد الافتتاح الرسميّ في 16 منه في فندق الـ Intercontinental في العقبة. وكان جاء في أسباب التأجيل في البيان المعلن: تطوّرات الوضع الوبائي المتسارعة وزيادة الانتشار للوباء، عالميًا ومحليًا، إضافة إلى بطء توزيع اللقاح بعد ارتفاع الطلب عليه، ونظرًا إلى عدم وجود توقّعات توحي بتحسّن الوضع الوبائي في الأردن والدول المجاورة قُبَيْل فترة انعقاد المؤتمر، فضلاً عن حرص اللجنة على سلامة المشاركين وإتاحة الفرصة لمشاركة أكبر عدد ممكن في العام المقبل، مع تراجع القيود المتشدّدة على السّفر في كثير من الدّول.