تعقيم الطائرة
وفقاً لاستطلاع جديد أجراه موقع السفر الألماني Wingie، فإنّ وباء Covid-19 أثّر بعمق، وطوال الأعوام الثلاثة الماضية، على توجّهات المسافرين، إضافة إلى أنّ قطاع الطيران التجاري نفسه، تعرّض لاضطراب ملحوظ منذ ظهور هذا الوباء خصوصًا في مطلع 2020، العام الذي شهد انحداراً هائلاً في السفر الجوي العالمي بنسبة 67 في المئة.
المدير التجاري الأول لموقع “وينجي” أوركون أوزكان، قال في هذا الصّدد: “لقد غيّرت جائحة “كوفيد” بشكل لافت من سلوكيات وأولويات معظم المسافرين اليوم. فقبل الجائحة، كانت المخاوف المتعلّقة بالصحة والنظافة الشخصية غير مهمّة نسبياً. أما اليوم، فهي من بين العوامل الرئيسية التي تؤثر على اختيار الرحلة”.
خلص هذا الاستبيان الذي أعدّ لتتبع عادات العملاء المتغيّرة، إلى أن اثنين من كل ثلاثة ركّاب (66.67 في المائة)، يفضّلون المقاعد الأمامية في الطائرة، بينما يرغب 6 في المئة فحسب، بالجلوس في الخلف. وعل هذه النتائج علّق أوزكان بالقول: “يبدو أنّ معظم المسافرين يرغبون في تقليص الوقت الذي يُمضونه على متن الطائرة بسبب مخاوف صحيّة على الأرجح”.
وتُساعد نتائج أخرى على تأكيد التوجّهات القديمة للعملاء في فترة ما قبل الجائحة. فعلى سبيل المثال، لا تزال الغالبية العظمى من الركّاب تفضّل مقاعد النوافذ بنسبة 82 في المئة، في حين لا يزال معظمهم يختار الرحلات الصباحيّة بنسبة 36 في المئة، بدلاً من رحلات الطيران الليليّة بنسبة 12.5 في المئة.
علمًا أنّ إحدى النتائج بَدَت الأكثر إثارة للاهتمام في هذا الاستبيان. فعلى رغم المخاوف الصحية المتزايدة، ستظلّ خدمة الطعام على متن الطائرة، من دون تكلفة إضافية، “أولوية قصوى” لأكثر من ثلث من شملهم الاستطلاع أي نسبة 35 في المئة. كما وجد الاستبيان أن أسعار التذاكر، على النقيض من ذلك، لم تعد تمثّل أولويةً قصوى لمعظم الركّاب، كما كانت في فترة ما قبل الجائحة.
يُشار إلى أنّ خدمة “وينجي” العالمية لحجز الرحلات، المتوافرة بخمس لغات مختلفة، تتيح التتبع الفوري للعادات والتفضيلات المتغيرّة لأكثر من 17 مليون مستخدم حول العالم. وفي هذا السياق، قال أوزكان: “باستخدام التكنولوجيا الرقمية، يمكننا متابعة التوجّهات المتغيّرة من كثب وفي الوقت الفعلي لتحسين رضا العملاء”، معتقدًا أنّ “حركة الملاحة الجويّة العالمية ستعود قريباً إلى مستويات ما قبل الجائحة، خاصةً في ضوء حملات التطعيم المستمرة. لكن المرجح أن يستمر قلق الركاب في عصر الجائحة، على الأقل خلال المدى القصير إلى المتوسط”.