المصباح مضيئ مع زينة
المنصة العالمية التي تنفذ من خلالها جائزة زايد للاستدامة مشاريعها التوعوية والإنسانية، واسمها مبادرة “ما بعد 2020″، نفٌذت مشروع نشر مصابيح إنارة شمسية للطرقات ضمن مدينة بيروت، وذلك بهدف تعزيز الأمن وتحسين جودة الحياة لآلاف المواطنين اللبنانيين الذين تأثروا بانفجار المرفأ في آب (أغسطس) 2020.
تمٌ تركيب أربعين وحدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية من نوع LED في شارع “مار متر” القريب من وسط العاصمة بيروت، وهي منطقة سكنية تأثرت بشدة بالانفجار. ومن المتوقع أن يستفيد من هذه المصابيح أكثر من 17200 شخص يومياً، بما في ذلك 50 من أصحاب المحلات و500 عائلة.
تمٌ تطوير المصابيح الشمسية وتركيبها من قبل شركة “سونا ديزاين”، وهي شركة فرنسية رائدة صغيرة إلى متوسطة الحجم وفائزة بجائزة زايد للاستدامة عام 2018 ضمن فئة الطاقة. وقد تمّ تكليفها من قبل مبادرة “ما بعد 2020” لتنفيذ مشروع مصابيح الطرقات الشمسية، الذي سيكون له تأثير إيجابي ملموس على المجتمع المحلي، حيث سيتيح للسكان العمل والتنقل والتسوّق والالتقاء وفق ظروف آمنة ليلاً، إلى جانب المساهمة في خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للبنان.
في المناسبة، قال توماس صموئيل، رئيس شركة “سونا ديزاين”: “انطلاقاً من كوننا شركة مختصة في تصميم وتصنيع حلول الإنارة الشمسية الذكية، فإننا فخورون بتسخير إمكاناتنا الكبيرة وشراكاتنا المهمة للمساهمة في تنفيذ هذا المشروع في لبنان، في وقت تسعى الحكومة الى إعادة بناء البنية التحتية العامة الحيوية، لتعزيز فكرة الاعتماد على الطاقة النظيفة، والعمل على التخفيف من الصعاب التي تواجه المجتمع”.
ويعتبر مشروع تركيب مصابيح الإنارة الشمسية في العاصمة اللبنانية، الثالث من نوعه الذي تنفذه شركة “سونا ديزاين” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اذ سبق أن تعاونت مبادرة “ما بعد 2020” مع شركة “سونا ديزاين” في إنجاز مشروعين مماثَليْن أحداهما بالقرب من مستشفى عام في الأردن، والآخر في إحدى القرى في مصر.
وبهدف إحداث تغيير إضافي في الحي، تم تزيين العديد من مصابيح إنارة الشوارع الشمسية في بيروت بأعمال فنية جذابة قام بتصميمها أحد الفنانين اللبنانيين وتحمل رسائل إيجابية تزرع الأمل في نفوس سكان الحي ومرتاديه.
وتضم مبادرة “ما بعد 2020” العديد من الشركاء الرواد، من ضمنهم صندوق أبوظبي للتنمية، ومبادلة للطاقة، وشركة “مصدر”.
تجدرالاشارة الى ان “مبادرة ما بعد 2020” نفذتٌ حتى الآن 13 مشروعاً قدٌمت حلولاً في مجالات الطاقة والصحة والمياه والغذاء، في كل من نيبال وتنزانيا وأوغندا والأردن ومصر وكمبوديا ومدغشقر وإندونيسيا وبنغلاديش والفلبين ورواندا. وبالإضافة إلى لبنان، فقد تم تحديد 7 دول أخرى سيتمٌ تنفيذ مشاريع ضمنها في المراحل المقبلة.
يبقى ان نذكر انٌ جائزة زايد للاستدامة هي جائزة عالمية رائدة أطلقتها دولة الإمارات في العام 2008، تخليداً لإرث ورؤية الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في إرساء ركائز الاستدامة. تهدف الجائزة إلى دفع عجلة التنمية المستدامة والجهود الإنسانية من خلال تكريم الشركات الصغيرة والمتوسطة، والمنظمات غير الربحية، والمدارس الثانوية العالمية، التي تطوّر حلولاً تمتلك مقومات الابتكار والتأثير والأفكار الملهمة ضمن فئات الجائزة وهي الصحة، والغذاء، والطاقة، والمياه، والمدارس الثانوية العالمية. وقد ساهمت الجائزة عبر تكريم 96 فائزاً حتى الآن في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 370 مليون شخص حول العالم.