لقطة من داخل المؤتمر
عندما يصل عدد المؤتمرات إلى الرقم 25، فهذا يعني أنّ القيّمين عليها قد رسّخوا نجاحهم في إدارة هذه المؤتمرات وفي عملهم التأميني المنوط بها.
المعني في هذه المقدّمة هو منظّمة التأمين الأفريقيّة AIO التي دعت إلى مؤتمر قبل أيّام أقيم في كيغالي، عاصمة دولة روندا في أفريقيا الشرقيّة والذي شاركت فيه شركات تأمين وإعادة ووسطاء من القارة السمراء بشكل لافت، مع مشاركين من دول عربيّة من شمال هذه القارّة، إضافة إلى دول من الشرق الأوسط.
واللافت هنا أنّ هذا المنتدى الذي دام ثلاثة أيّام، عُقد رغم الأنباء السيئة التي أشاعها انتشار المتحوّر Omicron من القارة الأفريقيّة تحديدًا.
ولكن من يزور كيغالي ويشاهد بأمّ العين كيف تُدار الأوضاع في هذه البلاد، يخرج بانطباع أنّ أيّ فيروس سيُقضى عليه على أعتاب مداخلها نظرًا إلى النظافة التي تُخيّم على شوارعها، فضلاً عن حسن إدارة المسؤولين والسهر على الأمور الصحيّة والاجتماعيّة. المهمّ أنّ هذا المؤتمر “الفضّي” (بعدد انعقاداته)، كان “ذهبيًا“ بكلّ ما في الكلمة من معنى، إذ أنّ المواضيع التي أُثيرت خلاله، لم تقتصر على شؤون قطاع التأمين وشجونه في القارة السمراء فقط، بل تناولت مسائل ذات طابع عالمي ، وهذا بديهي بعدما تحوّل الكون إلى قرية صغيرة بفضل التكنولوجيا الحديثة التي قرّبت المسافات.
من المواضيع المُثارة وبينها التقليدي والتحديثي، نذكر ما هو مرتبط بمستجدّات القارة السمراء وهي دخول التجارة الحرّة إليها
وكيفيّة تغطية هذا البرنامج الجديد الذي ينضمّ إلى لائحة البرامج التأمينيّة التقليديّة. إذ من المعروف أنّ القارة الافريقيّة باتت اليوم قبلة الدول الباحثة عن أسواق جديدة، سواء في التجارة أو في البناء أو الصناعة أو الزراعة وبشكل خاص في صناعة التأمين التي تحتاج إلى من ينهض بها على صعيدَيْ الخبرة وتطوير الكفايات التي تدير الشركات.
ومَن هي الأكثر قدرة على القيام بهاتَيْن الخطوتَيْن غير الشركات العالميّة لا سيّما منها شركات الإعادة؟ لكنّ قنبلة المؤتمر فجّرها Corneille Karekezi الذي يتولّى إدارة مجموعة AFRICA Reعندما وقف وقال: “عند الحديث عن تأسيس شركة إعادة أفريقية قبل سنوات، لم يأخذ الجميع الخطوة على محمل الجدّ ولكن ما هي إلاّ سنوات قليلة حتّى تحوّلت AFRICA Re إلى واحدة من شركات الإعادة الرائدة أفريقيًا وعلى المستوى العالمي. وهذا يعني أنّ قدراتنا كشركات إفريقيّة يجب عدم الاستهانة بها بل تطويرها وتحسينها وتحديثها والعمل دائمًا على مواكبة كلّ ما هو جديد في عالم التأمين”.
وباختصار فإنّ مؤتمر AIO سجّل نجاحًا بكلّ المقاييس والمعايير. وبدل أن توضع على “صدره“ ميداليّة فضيّة، وجد البعض أنّ هذا “الصّدر“ لا يستحقّ إلاّ الميداليّة الذهبيّة بل… البرونزيّة!